"الثوم يتحدّى الطب الحديث".. اكتشاف علمي يغيّر مفهوم غسولات الفم التقليدية
أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق علمي من جامعة الشارقة أن مستخلص الثوم يمكن أن يكون بديلاً طبيعيًا فعالاً لغسولات الفم الكيميائية الشائعة مثل الكلورهيكسيدين، التي تُعد المعيار الذهبي في مكافحة الجراثيم داخل الفم رغم آثارها الجانبية المعروفة.
ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Journal of Herbal Medicine، فإن غسول الثوم بتركيزات عالية استطاع أن يقدّم أداءً مضادًا للبكتيريا يماثل أو يتفوق أحيانًا على أداء الكلورهيكسيدين، مع ميزة إضافية تتمثّل في استمرار فعاليته لفترة أطول بعد الاستخدام، رغم تسببه أحيانًا بشعور طفيف بالحرقة أو انبعاث رائحة غير محببة.
فعالية غسول الفم بالثوم
اعتمد الباحثون في دراستهم على مراجعة منهجية وفق معايير PRISMA 2020، إضافة إلى استخدام إطار PICO لتحديد الأسئلة البحثية السريرية. ومن بين 389 مقالة تمت مراجعتها، تم اختيار خمس دراسات فقط بعد تطبيق معايير الإدراج والاستبعاد.
هذه الدراسات شملت تجارب سريرية عشوائية وأبحاثاً إكلينيكية أظهرت أن غسول الفم بالثوم بتركيزات مرتفعة يقدم نتائج مضادة للميكروبات مشابهة لتلك التي يحققها الكلورهيكسيدين.
أشارت النتائج إلى أن فعالية غسول الفم بالثوم تختلف بحسب تركيزه ومدة استخدامه، حيث أظهرت بعض الدراسات تفوق الكلورهيكسيدين في الحفاظ على درجة حموضة اللعاب، بينما سجل الثوم نتائج أفضل في تركيزات معينة. ورغم أن غسول الفم بالثوم قد يسبب شعوراً بالحرقة ورائحة غير محببة، إلا أن هذه الآثار الجانبية تعتبر أقل حدة من تلك المرتبطة بالمواد الكيميائية الصناعية.
سر فعالية الثوم كمضاد ميكروبي
الثوم معروف منذ قرون بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، ويُعزى ذلك بشكل أساسي إلى مركب الأليسين. وعلى الرغم من كونه نباتاً يُصنف ضمن الخضروات، إلا أنه يُستخدم على نطاق واسع كتوابل وأعشاب في مختلف الثقافات. في عام 2024، بلغ الاستهلاك العالمي للثوم نحو 30 مليون طن، استحوذت الصين على 80% من الإنتاج والاستهلاك العالمي، فيما تجاوزت قيمة سوق مستخلص الثوم 15 مليار دولار.
تؤكد الدراسة أن غسولات الفم العشبية مثل الثوم يمكن أن تكون خياراً متاحاً دون وصفة طبية، على عكس الكلورهيكسيدين الذي يتطلب وصفة من طبيب الأسنان. وتوضح أن هذه المنتجات يمكن أن تُستخدم في علاج أمراض اللثة، تسوس الأسنان، رائحة الفم الكريهة، وأمراض الفم الأخرى.
ومع ذلك، شدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من التجارب السريرية واسعة النطاق لتأكيد فعالية الثوم وضمان تطبيقه بشكل آمن في الممارسات الطبية اليومية.
