القيادة التي تُحب: كيف يصنع الرجل سكينة الأسرة؟
كثيرةٌ هي اختبارات الحياة التي تواجِه الزوجين، وإذا كان كل منهما يسير منفردًا من دون وجهة مشتركة، ومن دون قيادة توجّه المسار نحو هذا الهدف، فسُرعان ما ستنهار الأُسرة ولن تصمد أمام أول اختبار.
ولكن لا تكون القيادة إلّا برجلٍ قادر على احتواء الخلافات، يقف بجوار زوجته في الأوقات الصعبة، صادق في التعبير عن مشاعره واحتياجاته، أو باختصار يكون قدوة ونموذجًا لمن حوله. ويبقى السؤال كيف يصبح الرجل قائدًا أسريًا يقود الأُسرة وسط اختبارات الحياة؟
لماذا يجب أن يتحلّى الرجل بصفات القائد في العلاقة الزوجية؟
يتوقف استقرار العلاقة الزوجية والأسرة عمومًا على الدور القيادي الذي يتولّاه الرجل، فهو يحافظ على ديناميكية العلاقة بشكلها الصحّي والمتوازن، وفيما يلي بعض النقاط المُوضّحة لأهمية قيادة الرجل:
1. تحديد الوجهة
لا شكّ أنّ وجود أكثر من قائد في الأُسرة يدل على الفوضى، إذ ليست هناك وجهة محددة لتلك الأُسرة بخلاف ما إذا كان القائد فردًا واحدًا متمثلا في الرجل، فهذا يضمن وجهة واحدة للأُسرة، بما يسمح لكل من الزوجين بالشعور بالأمان والثقة، كل في دوره المطلوب منه.
2. تعزيز النمو الزوجي
من خلال أخذ الرجل زمام المبادرة، فإنّه يعزّز نموه الشخصي، وكذلك نمو العلاقة بينه وزوجته، إذ يمكِن أن تُلهِم قيادته زوجته للسعي لتحقيق أفضل ما لديها، وتعزيز الشعور بالإنجاز داخل العلاقة بينهما.
3. توازن الأُسرة
تساعد قيادة الرجل في الحفاظ على التوازن بين القوة والمسؤوليات داخل العلاقة، خاصةً إذا كان حريصًا على اتخاذ القرارات بشكلٍ مدروس وتعاوني مع باقي أفراد الأسرة، مع وضعه احتياجات ورغبات زوجته في الحسبان بالمقام الأول.
اقرأ أيضًا:في تفاصيل الحياة اليوميّة: كيف يُظهر الرجل احترامه وحبه لها؟
4. تعزيز الاحترام والثقة
طالما كان الرجل قائدًا بحقّ، فإنّ ذلك يعزز الشعور بالاحترام والثقة داخل العلاقة الزوجية، خاصةً إذا كانت قيادة الرجل نابعة عن النزاهة والصدق والتعاطُف، إذ يُنشِئ ذلك جوًا مليئًا بالاحترام والتفاهم المُتبادلَين.
كيف يصبح الرجل قائدًا أسريًا؟
اتّضح لك الآن جانبًا من أهمية تحلّي الرجل بصفاتٍ قيادية، ولكن كيف تتمثّل تلك الصفات في الرجل عمليًا؟ إليك التفاصيل وفقًا لموقع "Marriage":
1. دعم الزوجة
بالتأكيد ليس من السهل أبدًا التوفيق بين مسؤوليات الحياة بمفردك، ونفس الأمر ينطبق على زوجتك، لذلك فإنّ تقديم الدعم لها أمر بالغ الأهمية، سواء كان من خلال تشجيعها على تحقيق أهدافها، أو أن تكون بجوارها في الأوقات الصعبة.
وأبسط الطرق لفعل ذلك هو الاحتفاء بإنجازاتها، كبيرة كانت أو صغيرة، وفي بعض الأحيان يكفي فقط الاستماع إلى شكواها في الأوقات الصعبة، مع وقوفك إلى جوارها.
2. الصدق
هل رأيت من قبل قائدًا حقيقيًا يكذب؟ بالتأكيد لا يتوافق الكذب مع صفات القيادة، بل الصدق أساس ضروري لقيادة العلاقة نحو الازدهار.
فالصدق يبني الثقة، ويحافظ على وضوح الأمور، ويمنع سوء الفهم غير الضروري في الأسرة، خاصةً إذا كان كل من الزوجين صادقين مع بعضهما.
لذلك كُن صادقًا في مشاعرك وأفعالك، وإذا كان هناك ما يزعجك، تحدّث عنه بدلا من كبته، وشجّع زوجتك على أن تكون صادقة أيضًا بنفس الطريقة بالتعبير عمّا يزعِجها، فكلّ ذلك يساعد على حل المشكلات بسرعة ويحول دون تفاقُم الأمور.
3. الصبر
في العلاقات وتحديدًا قيادة الأسرة، لا بُدّ من الصبر، فكلّ شخصٍ قد يخطِئ أو يهمل في بعض الأحيان، سواء كانت الزوجة أو أي فرد في أُسرتك، ولذلك لا بُدّ من بعض الصبر على بعض السلوكيات التي لا تسعِدك.
فالصبر يُظهِر أنّك تُقدِّر شخصية زوجتك، وأنّك على استعداد لمساعدتها في التغلّب على التحدّيات معًا.
فمثلا عندما تصبح الأمور متوترة بينكما وتصل إلى حائط مسدود، امنحها وامنح نفسك بعض المساحة إذا لزم الأمر، فالاختلاف ليس خطأً بحد ذاته، والصبر يُظهِر مدى قدرتك على تجاوز التحدّيات مع زوجتك.
حاول أن ترى الأمور من وجهة نظر زوجتك، مع تجنّب التسرّع في الحُكم، إذ غالبًا ما يمنحك الصبر قدرة على فهم الأمور بشكلٍ أفضل، بما يقوّي علاقتك بزوجتك.
اقرأ أيضًا:حين لا يدري الرجل أنّه يجرح: تصرفات تهدد استقرار العلاقة الزوجية
4. احتواء الخلافات
لا مفرّ من الخلاف بين الحين والآخر، ولكن القائد يستطيع أن يحتوي الخلاف سريعًا وأن ينزع فتيله في غمضة عين، فالقيادة تعني في صميمها حل الخلافات برُقيّ واحترام، بما يمنع تفاقُم الخلاف، ويُعِيد الأمور إلى نصابها سريعًا.
فقط حافظ على هدوئك حال اشتعال الخلاف، وتجنّب اللوم أو الصراخ، وركّز على إيجاد الحل، بدلاً من الفوز بالحجة وتضييق سبل الحوار على الشريك. ولا بأس بالاعتذار إن كُنت مخطئًا، أو مسامحة الزوجة إن كانت هي المُخطئة.
5. وضع أهدافٍ مشتركة
لا تكون القيادة إلّا بوجود هدفٍ مشترك، وإلّا فلو كان لكل شخصٍ هدف مختلف، فهو قائد نفسه، وليس المُراد من الهدف المشترك تعزيز روح القيادة فقط، بل إنّ وجود هدف مشترك بين الزوجين، يعزّز الانسجام بينهما أيضًا.
والعمل على تحقيق تلك الأهداف تحت قيادة الرجل، يعزّز الشراكة بين الزوجين، ويوفّر شعورًا بالإنجاز.
ومثال على ذلك مناقشة أحلامك وتطلعاتك أو تطلعات الزوجة، مع اتخاذ خطواتٍ معًا لتحقيقها، والاحتفال بالتقدّم الذي تحرزانه مهما كان صغيرًا.
