هل يستطيع الذكاء الاصطناعي رؤية ما فات الأطباء؟ ابتكار طبي يغيّر قواعد التشخيص
أحدثت دراسة حديثة في جامعة نيويورك ثورة في الكشف المبكر عن هشاشة العظام، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل فحوص التصوير المقطعي المحوسب (CT) القديمة، التي لم تُصمّم أصلاً لهذا الغرض.
طرق الكشف المبكر عن هشاشة العظام
في مشروع ضخم أجرى مركز لانغون هيلث تحليل 538,946 فحصاً لنحو 283,499 مريضاً، تمكن النموذج الذكي من اكتشاف علامات مبكرة للمرض في صور عمرها سنوات.
ووفق الباحثين، كثير من المرضى الذين عانوا لاحقاً من هشاشة العظام كان لديهم دلائل واضحة في فحوصهم القديمة لم يلتفت إليها أحد، ليس بسبب تقصير الأطباء، بل لحدود قدرة العين البشرية على قراءة آلاف الطبقات الصورية.
وأكد البروفسور مايكل ريخت، رئيس قسم الأشعة في المركز، أن "كل فحص قديم يمكن أن يتحول إلى فرصة ذهبية للكشف المبكر، حيث سيتيح الذكاء الاصطناعي إعادة قراءة التاريخ الصحي للمريض دون الحاجة إلى فحوص جديدة أو تكاليف إضافية".
وأضاف: "هذا النهج يحول الماضي الطبي إلى مستقبل قابل للإنقاذ، ويعيد تعريف العلاقة بين الطبيب والصورة الطبية".
يشير الباحثون إلى أن هذه التقنية لا تقتصر على هشاشة العظام فقط، بل تمتد لتشمل فحوص الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية، لتصبح جميعها ذاكرة صحية يمكن تحليلها دورياً، للكشف المبكر عن أمراض القلب، السرطان، والاضطرابات العصبية.
ويمثل هذا الاكتشاف أهمية خاصة للعالم العربي، حيث تصاب واحدة من كل ثلاث نساء ورجل واحد من كل خمسة فوق سن الخمسين بهشاشة العظام، وغالباً ما يُكتشف المرض بعد الكسر الأول، بعد فوات الأوان.
ما هي هشاشة العظام؟
تعرف هشاشة العظام كحالة طبية تصيب العظام بالضعف وقلة الكثافة، مما يزيد من خطر الكسور حتى عند الإصابات البسيطة، وهي تحدث عندما يقل تركيز الكالسيوم والمعادن الضرورية لصحة العظام، مما يجعلها أكثر هشاشة.
وتزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر، خصوصًا بعد سن الخمسين، كما أن النساء أكثر عرضة بسبب انخفاض هرمون الإستروجين بعد سن اليأس.
فيما يساهم نقص الكالسيوم وفيتامين D وقلة النشاط البدني في زيادة الخطر، إضافةً إلى عوامل وراثية وأمراض مزمنة مثل قصور الغدة الدرقية، والعادات السيئة كالتدخين والإفراط في الكحول.
هشاشة العظام غالبًا ما تكون صامتة ولا تظهر أعراض واضحة إلا بعد حدوث كسور في الورك أو العمود الفقري أو الرسغ، وفي الحالات المتقدمة، قد يلاحظ المريض انخفاض الطول أو انحناء العمود الفقري، إضافةً إلى آلام مزمنة في العظام.
