وداعًا للعلاج الكيميائي.. دراسة تكشف نجاح العلاجات المناعية في سرطانات الدم
قُدمت أربع دراسات حديثة، خلال الاجتماع السنوي السابع والستين للجمعية الأمريكية لأمراض الدم الذي يقام في الفترة ما بين 6 إلى 9 ديسمبر 2025 في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، أظهرت فعالية العلاجات المناعية الخالية من الكيميائي في مكافحة أنواع متعددة من سرطانات الدم، مع تقليل آثار السمّية الضارة على المرضى.
علاج سرطان الدم
وتشير النتائج إلى تحول ملموس نحو بروتوكولات علاجية أكثر استهدافًا، بعيدة عن أساليب العلاج الكيميائي التقليدية التي استُخدمت لعقود.
وقالت الدكتورة لورا ميكايليس من الكلية الطبية في ويسكونسن: "تركز هذه الدراسات على نهج علاجية توفر نفس الاستجابات أو أفضل، مع تقليل الوفيات المبكرة والأضرار للأعضاء، وتحسين جودة حياة المرضى".

في مجال ابيضاض الدم النخاعي الحاد (AML) وهو نوع من سرطان الدم يبدأ في خلايا النخاع العظمي، تفوقت تركيبة أزاسيتيدين-فينيتوكلاكس على العلاج الكيميائي القياسي، حيث حصل 88% من المرضى على استجابة شاملة مقابل 62% في المجموعة التقليدية، دون أي وفيات خلال أول 60 يومًا، مقارنة بـ5% في مجموعة العلاج الكيميائي.
أما في اللمفوما الجريبية وهي نوع من سرطان الغدد الليمفاوية، فقد حقق استخدام مزيج من الأدوية إبيكوريتاماب وريتوكسيماب وليناليدوميد نتائج ممتازة، معدل استجابة شامل بلغ 95.1%، مقارنة بـ79.2% للعلاج التقليدي، مع بقاء خالٍ من التقدم بنسبة 85.5% عند 16 شهرًا مقابل 40.2% في المجموعة الضابطة، مما دفع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاعتماد هذا العلاج في نوفمبر 2025 للمرضى المقاومين للعلاج.
كما أظهرت الدراسات نجاح علاجات خالية من الكيميائي في ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن والليمفوما الصغيرة، وكذلك في ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد إيجابي كروموسوم فيلادلفيا، مع معدلات بقاء خالية من الأحداث مرتفعة ووفيات منخفضة مقارنة بالعلاجات الكيميائية.
وتؤكد هذه النتائج أن العلاجات المناعية المستهدفة لم تعد خيارًا ثانويًا، بل قد تصبح معيار الرعاية الأول في مكافحة سرطانات الدم مستقبلاً.
ما هو السرطان؟
السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا وانقسامها بشكل غير مسيطر عليه، هذه الخلايا تفقد وظائفها الطبيعية وتستمر في التكاثر، مما يؤدي إلى تكوين أورام أو انتشار المرض في أجزاء مختلفة من الجسم.
تتميز الخلايا السرطانية بعدة صفات تجعلها مختلفة عن الخلايا الطبيعية، منها النمو السريع وغير المنضبط، وعدم موت الخلايا في الوقت الطبيعي، والقدرة على الانتشار إلى أعضاء وأنسجة أخرى، وكذلك تدمير الأنسجة المحيطة بها.
