نادين لبكي تعود للإخراج بعد سبع سنوات.. ما سر غيابها الطويل؟
خلال مشاركتها في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كشفت المخرجة اللبنانية نادين لبكي عن استعدادها للعودة إلى الإخراج بعد غياب دام سبع سنوات منذ فيلمها الشهير "كفرناحوم". وأكدت لبكي أنها تعمل حاليًا على كتابة مشروعها الجديد، مشيرة إلى أنه ليس فيلمًا سهلًا وسيحتاج وقتًا طويلًا للتنفيذ، لكنها تأمل أن تبدأ عملية التصوير في العام المقبل إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها.
وأوضحت أن العمل الجديد قد يتجاوز حدود لبنان، حيث تفكر في أن تدور أحداثه في أكثر من بلد، في خطوة تعكس رغبتها في توسيع نطاق رؤيتها السينمائية بعد أن ركزت أعمالها السابقة على المجتمع اللبناني.
إيرادات فيلم كفرناحوم في الصين
فيلم "كفرناحوم" الذي صدر عام 2018، كان نقطة تحول في مسيرة لبكي، إذ حصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان، وترشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، لتصبح أول مخرجة عربية تصل إلى هذا الإنجاز. لكن المفاجأة الأكبر جاءت عند عرضه في الصين، حيث حقق إيرادات تجاوزت 68 مليون دولار، ليصبح أنجح فيلم عربي في التاريخ.
ورغم هذا النجاح الكبير، كشفت لبكي أن عام 2019 كان الأصعب في حياتها، إذ واجهت ضغوطًا نفسية هائلة بسبب الانغماس في موسم الجوائز والانتقادات التي طالت الفيلم، خاصة حول استغلال معاناة الأطفال الفقراء. وأوضحت أن فريق العمل ساعد بطل الفيلم زين الرافعي وعائلته على الاستقرار في النرويج، كما أنشأ صندوقًا لدعم الأطفال المشاركين، في محاولة لتخفيف حدة هذه الانتقادات.
بعد هذه التجربة القاسية، قررت لبكي الابتعاد عن الإخراج لفترة، واختارت التركيز على التمثيل في أعمال ناجحة مثل النسخة العربية من "Perfect Strangers" وفيلم "The Sand Castle" الذي عرض على نتفليكس. وأكدت أن هذه المرحلة كانت ضرورية لتخفيف الضغط النفسي، حيث أرادت أن تبقى في أجواء السينما لكن بمهام أقل مسؤولية.
بالنسبة لها، كان التمثيل وسيلة للبقاء على صلة بالعمل الفني دون تحمل أعباء الإخراج والكتابة، وهو ما منحها الوقت اللازم لاستعادة توازنها العاطفي والمهني. واليوم، وبعد فترة من الاستراحة، تعود لبكي إلى الكتابة والإعداد لمشروعها الجديد، مؤكدة أنه سيكون معقدًا ويحتاج وقتًا طويلًا للتنفيذ، لكنها متحمسة لخوض التجربة مجددًا.
