علاج الألم عند الطلب.. جهاز طبي يضع السيطرة في يد المريض
ابتكر فريق من الباحثين جهازًا مبتكرًا يعتمد على التبريد لتمكين المرضى من تلقي أدوية تخفيف الألم بأمان وراحة، دون الحاجة إلى المواد الأفيونية المعروفة بخطر الإدمان.
أضرار مسكنات الألم
ويأتي هذا الابتكار في وقت يشهد فيه العالم اهتمامًا متزايدًا ببدائل مسكنات الألم التقليدية التي تحمل مخاطر كبيرة.
وعادةً ما يعتمد علاج الألم عند الطلب على المواد الأفيونية، مثل المورفين، والتي رغم فعاليتها الشديدة، تشكل خطرًا كبيرًا للإدمان والآثار الجانبية.
وبالمقابل، تعتبر الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات "NSAIDs" مثل الإيبوبروفين والسيليكوكسيب بدائل آمنة وفعالة، لكنها غالبًا ما تتطلب جرعات دقيقة لتجنب التأثيرات الجانبية على الجسم.
ويتيح الجهاز الجديد إمكانية إعطاء هذه الأدوية موضعيًا، ما يقلل الجرعات المطلوبة ويحد من التأثير على باقي أجزاء الجسم.
ويعمل الجهاز عبر مستودع صغير مزروع داخل الجسم، لا يتجاوز حجم بطارية ساعة، يطلق الدواء عند حدوث انخفاض موضعي في درجة الحرارة.
وكل ما يحتاجه المريض هو وضع كيس ثلج على المنطقة المزروعة فيها الجهاز، حيث يذوب الهيدروجيل، وهي مادة إسفنجية خاصة ليطلق الدواء مباشرة إلى المنطقة المستهدفة.
وفي هذا السياق، قال ليون بيلان الأستاذ المشارك في الهندسة الميكانيكية والهندسة الطبية الحيوية بجامعة فاندربيلت: "نتوقع أن يصبح التبريد محفزًا خارجيًا بسيطًا وآمنًا للتحكم في توصيل الأدوية، سواء لتخفيف الألم أو لعلاج حالات أخرى".
وعلى عكس معظم طرق التحفيز الأخرى، لا يحتاج التبريد لأي طاقة أو أجهزة معقدة؛ فكمادة ثلج بسيطة قد تكون كافية لتحفيز إطلاق الدواء.
ويعكس هذا الابتكار نقلة نوعية في طرق التحكم بالعلاج الدوائي عند الطلب، ويوفر أملاً كبيرًا في تقليل الاعتماد على المواد الأفيونية وتقليل مخاطر الإدمان المرتبطة بها.
ويفتح الباب أمام تطوير تقنيات مماثلة في مجالات علاجية أخرى، حيث يمكن التحكم بالدواء بشكل آمن وفعال، دون تعريض المرضى لمخاطر كبيرة.
