هدوء موقّت أم حل دائم؟ اللصقات المضادة للقلق تحت المجهر
في زخم الحياة المعاصرة من الطبيعي أن يحتلّ القلق مساحة كبيرة من نفوسنا، لكن من غير المنطقي أن نترك هذا القلق يستمرّ في أخذ مساحة جديدة يومًا تلو الآخر، فهي ليست مساحة من أرض أو فراغ، بل من نفسك!
قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أدوية لتخفيف أعراض القلق، لكن نسيان تناولها في الوقت المحدد أمر شائع. هنا تأتي اللصقات المضادة للقلق كخيار عملي بديل، إذ توضع على الجلد ليستمر إطلاق الدواء تدريجيًا في الجسم. فهل يمكن أن تكون هذه اللصقات وسيلتك الأمثل لمواجهة ضغوط الحياة المعاصرة؟
ما هي اللصقات المضادة للقلق وكيف تعمل؟
لصقات بديلة للأدوية المضادة للقلق، وثمّة نوعان من الأدوية المتوافرة في اللصقات المضادة للقلق وهي:
1. كلونيدين
هو دواء مضاد لارتفاع ضغط الدم بالأساس، ويعمل عبر مستقبِلات ألفا في الدماغ، مما يقلّل من ضغط الدم وتنظيم معدّل ضربات القلب.
ولكن ما علاقة ذلك بالقلق؟ يُعدّ خفقان القلب أو زيادة مُعدّل ضرباته من الأعراض الجسدية للقلق، ومِنْ ثمّ تُسهِم لصقات الكلونيدين بآلية العمل تلك في منع بعض الأعراض الجسدية للقلق.
2. سيليجيلين
مادة دوائية من مضادات الاكتئاب، التي تنتمي إلى فئة مُثبّطات أكسيداز أحادي الأمين، التي تساعد في زيادة مستويات بعض النواقل العصبية المرتبطة بالحالة المزاجية، مثل السيروتونين والدوبامين والنور أدرينالين، ومِنْ ثمّ فقد يكون للدواء تأثير مباشر في تحسين المزاج وتخفيف القلق.
كيفية استخدام اللصقات المضادة للقلق
يمكِن استخدام لصقات الكلونيدين أو السيليجيلين على الجذع أو الفخذ العلوي أو الذراع الخارجي، وفيما يلي طريقة الاستخدام بالتفصيل:
- إزالة اللصقة القديمة والتخلص منها إن كُنت ترتدي واحدة.
- غسل الجلد في المكان الذي تخطط لوضع اللصقة عليه بالصابون والماء الدافئ، ثُمّ التجفيف بمنشفة.
- افتح اللصقة، وحاول ألّا تلمس الجانب اللزج الذي يحتوي على الدواء.
- ضع اللصقة بحيث يكون الجانب اللزج باتجاه أسفل الجلد (يجب أن تكون البشرة خالية من الشعر، وغير تالفة أو مُبلّلة).
- اغسل يديك مرة أخرى بعد وضع اللصقة لإزالة أي دواءٍ قد يكون وصل إلى يديك.
ويُفضّل تنويع مناطق الجسم في كل مرة تستخدم فيها اللصقات، وعدم استخدام اللصقة في نفس المنطقة كل مرة، فهذا يساعد على تقليل التهيج، كما أنّه من الضروري قراءة جميع التعليمات المرفقة مع اللصقات قبل استخدامها.
اقرأ أيضًا:من القلق إلى الاسترخاء: 7 نصائح لتحسين نوم الرجال
مزايا اللصقات المضادة للقلق
تحمل اللصقات المضادة للقلق مزايا، مقارنةً بغيرها من الوسائل العلاجية لتخفيف القلق، يأتي في صدارة تلك المزايا:
1. البساطة وسهولة الاستخدام
بدلا من تناول أدوية فموية أو أخذ حُقن غير مرغوبة، فإنّك تكتفي بوضع لصقة على الجلد، للمساعدة في تقليل أعراض القلق.
فاللصقة تُوصِل الدواء إلى الجسم بسلاسة وبدون إحداث أي ضرر، بخلاف الابر، التي يتجنّبها الكثير من الناس، خاصةً كبار السن والأطفال.
2. الحفاظ على فاعلية الدواء
لا يحتاج الدواء في اللصقات إلى المرور عبر الجهاز الهضمي أو عمليات التمثيل الغذائي، وبالتالي يظل تركيزه فعالا من دون أي فقدان.
كذلك فإنّ الأدوية المستخدمة عبر الجلد، تساعد على تجنّب تغيّرات الجهاز الهضمي، مثل درجة الحموضة والبكتيريا الموجودة في الأمعاء.
تعمل اللصقات عبر إطلاق الدواء بمعدّل مُتحكَّم فيه، إذ يتسرّب الدواء إلى الشعيرات الدموية، ثُمّ ينتقل إلى مجرى الدم، ومن ثمّ الجسم كله.
3. أكثر ملاءمة لحالات القلق المزمن
القلق المزمن هو ذلك المستمر لأكثر من 4 أسابيع، والذي يتطلّب تناول أدوية مضادة للاكتئاب، بالإضافة إلى أدوية من فئة حاصرات بيتا.
ولكن عند علاج القلق على مدى فترة زمنية، قد يكون من الصعب على الشخص الالتزام بالأدوية، ومن ثمّ فقد يستغرق علاج القلق فترة أطول، أو ربّما يتفاقم الأمر، نظرًا لعدم الالتزام بالدواء.
هنا تبرز اللصقات المضادة للقلق كخيار عملي وسهل الاستخدام، إذ يكفي وضعها على الجلد ليُطلَق الدواء تدريجيًا في الجسم، محافظًا على تأثيره لفترة أطول مقارنة بالأدوية الفموية.
هل اللصقات المضادة للقلق فعالة حقًا؟
يجد بعض الأشخاص أن اللصقات المضادة للقلق أسهل في الاستخدام من الأدوية الفموية، إذ تعمل كتذكير مستمر للالتزام بالدواء، كما تشكل خيارًا مثاليًا لمن يجد صعوبة في تناول الحبوب.
لكن، هل هذه اللصقات فعّالة بالفعل؟ الحقيقة أن الأدلة العلمية لا تزال محدودة بشأن فاعلية لصقات الكلونيدين أو السيليجيلين في علاج القلق.
ففي دراسة عام 2002 نُشرت في المجلة الأمريكية للأمراض النفسية، وُجد أن السيليجيلين يساعد في علاج الاكتئاب الشديد من دون التسبب في آثار جانبية كبيرة، إلا أن فعالية لصقات السيليجيلين في القلق لم تُثبت بعد، رغم وصفها أحيانًا لمشكلات نفسية أخرى غير الاكتئاب.
أما بالنسبة للكلونيدين، فلم تتوافر أدلة كافية لإثبات مدى قدرته على معالجة اضطراب القلق، مما يشير إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لتقييم إمكانية الاعتماد على هذا النوع من العلاج بشكل موثوق.
اقرأ أيضًا: ما علاقة النظام الغذائي الغني بالدهون والفركتوز بزيادة القلق؟ دراسة تجيب
نصائح سريعة لتخفيف القلق اليومي
إلى أن تُبتكَر وسائل سريعة لمعالجة القلق اليومي، إليك بعض النصائح لمساعدتك على الاسترخاء وعيش حياةٍ خالية من القلق:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين متوسطة الكثافة، مثل المشي، بالإضافة إلى يومين لممارسة تدريبات القوة).
- تناول نظام غذائي متوازن، يوفّر ما تحتاجه من معادن وفيتامينات، على أن يتضمّن الأطعمة الكاملة، مثل الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، الأسماك، المكسرات، مع تقليل تناول الأطعمة المُصنَّعة.
- ممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل أخذ تمشية، أو قراءة كتاب، أو أخذ حمام دافئ، أو ممارسة أي هواية تلبّي شغفك.
- تقليل تناول الكافيين، ويُفضّل ألّا تتجاوز 400 مجم منه يوميًا.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق.
