اكتشاف مذهل.. ماذا تخفي صحراء ناميبيا منذ القرن الـ16؟
أثار اكتشاف سفينة الكنز في صحراء ناميبيا اهتمام علماء الآثار بعد العثور على حطام سفينة برتغالية تعود للقرن السادس عشر، محملة بالذهب والعاج والنحاس.
واختفت السفينة، المعروفة باسم "بوم جيسوس"، اختفت عام 1533 خلال رحلتها إلى الهند، قبل أن يُعثر عليها في منطقة "سبيرغيبِت" المحظورة، حيث كان عمال المناجم يبحثون عن الألماس.
وكشف الاكتشاف عن أكثر من 2000 قطعة ذهبية، و22 طنًا من سبائك النحاس، وعشرات أنياب العاج القادمة من غرب أفريقيا، مما يعكس شبكة تجارة عالمية بين أوروبا وأفريقيا وآسيا في عصر الاكتشافات.
أسباب حفظ سفينة الكنز في صحراء ناميبيا
وتميّز حطام السفينة المكتشف بحفظ استثنائي تحت الرمال الجافة، بعيدًا عن تأثير مياه البحر والنهب البشري.
وأكدت الدراسات أن المناخ الجاف في صحراء ناميبيا ساهم في حماية الأخشاب والحمولة وحتى الأقمشة.
ومن بين الاكتشافات المهمة، سبائك نحاسية تحمل ختم أسرة "فوجر" المصرفية الألمانية، ما يوضح أن التمويل الأوروبي كان متنوع الجنسيات ومشاركًا في التجارة العالمية.
كما تم العثور على عملات إسبانية نادرة، ما يشير إلى مشاركة مستثمرين إسبان في الرحلة البرتغالية ويدعم فرضية التعاون المالي بين القوى الإيبيرية في القرن الـ16.
وعلى الرغم من أن السفينة كانت تقل أكثر من 300 شخص، لم يُعثر إلا على جزء عظمي واحد داخل حذاء متحلل، مما يشير إلى أن العديد من الركاب ربما نجوا ووصلوا إلى نهر أورانج القريب.
وذكر رئيس فريق التنقيب الدكتور ديتر نولي، أن الصحراء، رغم قسوتها، وفرت موارد طبيعية ساعدت الناجين على البقاء وربما التواصل مع المجتمعات المحلية.
ويتجاوز هذا الاكتشاف الجانب المادي ليعيد تشكيل السرد التاريخي حول الاستكشافات البحرية، موضحًا كيف اعتمدت الإمبراطوريات الأوروبية على شبكات مالية وتجارية متعددة الجنسيات قبل ظهور الاستعمار المؤسسي.
وتستعد ناميبيا لإنشاء متحف بحري في مدينة أورانيموند لعرض الكنوز، لتصبح سفينة الكنز جزءًا من الرواية الأفريقية للتاريخ البحري العالمي.
