الوفاة المفاجئة للشريك تضاعف مخاطر البقاء على قيد الحياة.. والزواج الجديد قد ينقذ حياتك
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أولو في فنلندا أن سبب وفاة الشريك يلعب دورًا مهماً في تحديد خطر الوفاة لدى الطرف الآخر، حيث تبيّن أن الخسارة المفاجئة تزيد خطر الوفاة بشكل أكبر من الفقدان الناتج عن المرض أو الحالات المزمنة.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة The Journals of Gerontology: Series B أن الوفاة الناتجة عن الحوادث أو الأسباب المفاجئة تؤدي إلى آثار نفسية وصحية أكبر على الشريك الباقي على قيد الحياة، مقارنة بالوفيات الناتجة عن الأمراض الطويلة الأمد، وذلك بسبب الصدمة المفاجئة وفقدان القدرة على التكيف الفوري مع الموقف.
تأثير الفقدان المفاجئ على الصحة
أشار الباحثون إلى أن الصدمات النفسية الناتجة عن الموت المفاجئ للشريك يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر حدوث أمراض القلب، وضعف المناعة، واضطرابات النوم والاكتئاب، وهي عوامل تسهم جميعها في رفع معدلات الوفاة على المدى الطويل.
وصرّح الأستاذ المساعد ماركو كورهونن من جامعة أولو بأن هذه النتائج تؤكد ضرورة فهم العلاقة بين نوع الفقدان والصحة العامة، مضيفًا أن الأشخاص الذين يواجهون خسارة مفاجئة غالباً ما يعانون من صدمة نفسية أكبر وحالة من عدم الاستقرار العاطفي لفترة من الزمن.
كما أظهرت النتائج أن تكوين علاقة اجتماعية جديدة، سواء من خلال الزواج أو إقامة روابط أسرية واجتماعية وثيقة، يساهم في تقليل خطر الوفاة بعد فقدان الشريك. وأوضح الباحثون أن الدعم الاجتماعي والعاطفي يلعب دورًا إيجابيًا في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للأشخاص بعد المرور بمثل هذه التجارب الصعبة.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات وطنية شاملة ضمت أكثر من 318 ألف شخص في فنلندا تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، تمت متابعتهم على مدى 25 عامًا بين عامي 1995 و2020، وتمت مقارنة من فقدوا شركاءهم بأشخاص مشابهين لم يتعرضوا لنفس التجربة خلال الفترة نفسها.
وقال كورهونن إن نتائج الدراسة يمكن أن تُستخدم لتوجيه خطط الرعاية الاجتماعية والصحية من أجل دعم الأشخاص الذين يفقدون شركاءهم، خصوصًا أولئك الذين يمرون بوفاة مفاجئة وغير متوقعة، مشيرًا إلى ضرورة توفير رعاية نفسية مبكرة وخدمات دعم متخصصة لتخفيف آثار الصدمة.
وأضاف أن هذه النتائج تقدم أساساً علمياً مهماً يمكن الاستفادة منه عند وضع برامج موجهة للصحة النفسية، خاصة في المراحل الأولى بعد الفقد، حيث يكون الخطر على الصحة العامة أعلى.
