لماذا ترتجف أجسادنا عند رؤية المشاهد العنيفة؟.. دراسة تكشف السر

أثارت دراسة حديثة صدمة في عالم علم الأعصاب باكتشاف أن رؤية الألم على الشاشة تُنشط مناطق اللمس في الدماغ، مما يجعل الجسم يرتجف جسدياً كأن الإصابة تحدث للمشاهد نفسه.

تأثير رؤية الألم جسديًا

و أظهر باحثون من جامعة ريدينغ ،وجامعة أمستردام الحرة، وجامعة مينيسوتا الأمريكية، أن المناطق البصرية تحتوي على "خرائط خفية للجسم" تتوافق مع أحاسيس اللمس، فتنتقل رؤية الضربة أو الدغدغة مباشرة إلى إحساس محاكى.

و نشرت الدراسة في 26 نوفمبر 2025 في مجلة "نيتشر" بعد تحليل نشاط دماغ 174 شخصاً أثناء مشاهدة أفلام مثل "The Social Network" و"Inception".

وأكد الدكتور نيكولاس هيدجر  المؤلف الرئيسي من مركز علوم الأعصاب التكاملية بجامعة ريدينغ، أن "رؤية الألم تضيء مناطق اللمس بأنماط تطابق الجزء المصاب، محاكية الإحساس دون تلامس حقيقي" و يعمل هذا التفاعل عكسياً أيضاً، إذ تساعد أحاسيس اللمس النظام البصري على رسم خرائط داخلية في الظلام، مما يعزز الإدراك المتكامل للعالم.

أسباب ارتجاف الجسم أثناء مشاهدة الأفلام العنيفة

يُفسّر هذا الاكتشاف سبب ارتجاف الجسم أثناء مشاهدة مشاهد عنيفة كتلك في فيلم "Casino"، حيث يأمر روبرت دي نيرو بضرب يد الغشاش، فتشعر اليد بالألم غريزياً. لا يكتفي الدماغ بالمراقبة، بل يُحاكي الرؤية عبر خرائط الجسم، مما يُفعّل مناطق اللمس المرتبطة بالألم نفسه وتُثبت النتائج تداخلاً حسياً يجعل رؤية الألم تجربة جسدية، مع تفعيل أعلى في المناطق الدقيقة للجسم المستهدف.
يفتح اكتشاف رؤية الألم آفاقاً في فهم الاضطرابات العصبية، خاصة التوحد حيث تختلف محاكاة تجارب الآخرين، حيث يقول هيدجر إن "هذه الخرائط تُقيس دون اختبارات حسية مرهقة، بمجرد مشاهدة فيلم"، مما يُحدث نقلة في التشخيص والعلاج. 

وتُحسّن النتائج الإدراك الاجتماعي والمعالجة الحسية، مع إمكانيات في تطوير علاجات تعتمد على الأفلام لتحسين التعاطف والإحساس.