أطباء يوضحون دلالات لون اللسان على صحة الجسم
كشف أطباء الفم أن اللسان يعكس الحالة الصحية العامة للجسم؛ إذ يمكن أن يشير لونه وملمسه إلى اضطرابات في التغذية أو الدورة الدموية أو المناعة.
ويقول الدكتور سيب لوماس اختصاصي طب الأسنان الحيوي في بريطانيا، إن اللسان "يُظهر إشارات مبكرة لاضطرابات الجهاز الهضمي والمناعي وحتى التهابات الفم"، موضحًا أن التغيرات الطفيفة قد تكشف مشكلات قبل ظهور الأعراض الأخرى.
اقرأ أيضًا: ماذا يكشف اللسان الصدفي عن صحتك؟.. طبيبة أسنان تجيب
ومن جهتها، ترى الدكتورة فيكتوريا سامبسون، المتخصصة في صحّة الفم، أن مراقبة اللسان يجب أن تكون عادة صحية؛ إذ إن لونه الطبيعي وردي خفيف، وأي تغيّر واضح يستحق الانتباه والفحص.
ألوان اللسان ودلالاتها الصحية
اللسان الأبيض
يشير اللون الأبيض عادة إلى عدوى فطرية "القلاع الفموي" ناتجة عن فطر Candida، خصوصًا لدى من يتناولون المضادات الحيوية لفترات طويلة أو يعانون من ضعف المناعة أو السكري.
وتوصي سامبسون بتناول الأطعمة المخمرة مثل الكيمتشي "طبق جانبي كوري تقليدي يتكون من خضروات مخللة"، والموز والتفاح لتعزيز البكتيريا المفيدة، مع تنظيف اللسان بانتظام دون الإفراط في غسول الفم.
اللسان الشاحب
إذا أصبح اللسان باهتًا أو رماديًا، فقد يكون ذلك دليلًا على نقص الحديد (فقر الدم) أو ضعف الدورة الدموية.
ويقول الخبراء إن هذا التغيّر قد يرتبط أيضًا بأمراض الرئة أو القلب التي تقلل نسبة الأكسجين في الدم.
وتُعد هذه الحالة من أكثر العلامات التي تستدعي فحص الدم فورًا، خصوصًا إذا ترافق معها إرهاق أو خفقان.
اللسان الأزرق أو الرمادي
يُعد اللون الأزرق المائل إلى الرمادي من العلامات الخطيرة المرتبطة بانخفاض الأكسجين في الجسم، وقد يشير إلى أمراض رئوية حادة مثل الالتهاب الرئوي أو الجلطات الدموية.
وتوضح سامبسون أن وجود نتوءات صغيرة على اللسان أمر طبيعي، لكن عندما يتوقف تجددها تتراكم البكتيريا، وتُكسب اللسان مظهرًا داكنًا أو "مشعرًا".
اقرأ أيضًا: د. محمد النغيمش يكتب لـ«الرجل»: اللسان في أدب الجاحظ
وتُعرف هذه الحالة بـ"اللسان الأسود المشعر" وغالبًا ما تكون غير خطيرة؛ إلا أن استمرارها قد يرتبط بفيروس "إبشتاين بار" المسبب لحالة leukoplakia -حالة مرَضية يبدو فيها اللسان داكنًا ومغطى بالفراء- التي يمكن أن تتطور في حالات نادرة إلى سرطان الفم إذا لم تُعالج.
كما أن اللسان المنتفخ أو ذي الحواف المتعرجة قد يدل على ضعف امتصاص العناصر الغذائية أو اضطرابات النوم مثل انقطاع النفس أثناء النوم، وهي مشكلة تزيد خطر أمراض القلب والسكري.
اللسان وسرطان الفم
ويشير الأطباء إلى أن القرح غير المؤلمة أو البقع البيضاء والحمراء التي لا تزول بعد أسبوعين قد تكون علامة مبكرة على سرطان الفم.
اقرأ أيضًا: يُصمّم حسب الفم.. جهاز ذكي للتحكم في الهاتف والحاسوب عبر اللسان
ويؤكد الدكتور ماهش كومار رئيس مؤسسة سرطان الفم، أن الكشف المبكر يزيد نسب الشفاء إلى أكثر من 85%، فيما تنخفض إلى 50% فقط عند التأخر في التشخيص.
وترتبط الإصابة غالبًا بفيروس HPV أو التدخين والكحول، ما يجعل الوعي بهذه العلامات عاملاً حاسمًا في الوقاية.
