حين تصطدم الأساطير: دوديتشي شيلندري تواجه رفولتو
تقول الرواية الشهيرة، إن فيوروتشو لامبورغيني قام بزيارة إلى مارانيللو في ستينيات القرن الماضي، حيث اكتشف أنّ السبب الحقيقي وراء تأسيس لامبورغيني يكمن في فيراري نفسها. فالرّغبة لم تكن مجرد التفوق في سباقات الحلبات، بل في صناعة سيارات إنتاج تجاري يمكن للعالم بأسره قيادتها، وليس فقط لأفضل سائقي السباق ذوي المهارات الاستثنائية.
مقارنة بين دوديتشي شيلندري ورفولتو
لكن ومع صوابية ما تقدم، ورغم انتمائهما معًا لفئة السيارات الرياضية الفاخرة ذات الخطوط الساحرة، إلا أنّ فيراري ولامبورغيني مختلفتان بنسبة كبيرة، ولكن متى كانت المدارس المختلفة غير قادرة على الالتقاء والاتفاق على هدف واحد؟ والهدف هنا تجربة قيادة رياضية مثيرة وممتعة. لذا كان من الطبيعي علينا أن نضع كل من دوديتشي شيلندري الجامحة في مواجهة رفولتو الهائجة.
التصميم الخارجي
على صعيد التصميم الخارجي، يبرز الفارق بين السيارتين من ناحية هندسة المحرك: ففيراري تعتمد المحرك الأمامي، بينما لامبورغيني تختار المحرك الأوسط، وهو ما يحدّد شكل كل منهما العام.
لكن الفروقات لا تتوقف عند هذا الحد، فبينما اتّبع فلافيو مانزوني، رئيس قسم تصميم فيراري، أسلوبًا اختزاليًا أنيقًا مستلهمًا من دوديتشي شيلندري وطراز 365 GTB/4، اعتمد ماتالي بوركيت، رئيس تصميم لامبورغيني، خطوطًا هجومية تجعل رفولتو تبدو كنسخة أرضية لمقاتلة الشبح الأمريكية.
اقرأ أيضًا: GMSV S1 LM و Le Mans GTR: من الماضي الأسطوري إلى السرعة الحصريّة
المواصفات الميكانيكيّة
تمامًا كما تشير كلمة دوديتشي شيلندري إلى 12 أسطوانة، تعتمد ابنة مارانيلو على محرك من اثنتي عشرة أسطوانة بسعة 6.5 لتر وبزاوية 65 درجة بين صفّي الأسطوانات. هذا المحرّك طبيعي التنفس وخالٍ من أي دعم كهربائي، وخضع لتعديلات مكثّفة ليولد في نسخته الحالية 819 حصانًا عند 9,250 دورة في الدقيقة، مع حد أقصى للدوران يصل إلى 9,500 دورة.
في المقابل، تعتمد رفولتو على منظومة هجينة، تضم محرك احتراق داخلي من 12 أسطوانة بسعة 6.5 لتر مثبت في الوسط الخلفي يولد 814 حصانًا، يُنقل إلى العجلات الخلفية عبر علبة تروس أوتوماتيكية من ثماني نسب.
ويُدمج هذا المحرك مع محرك كهربائي متزامن مع محركين كهربائيين أماميين لتغذية العجلات الأمامية، ما يرفع القوة الإجمالية للعجلات الأربع إلى 1001 حصان.
المقصورة الداخلية
تتواصل روح التصميم المستوحاة من المقاتلات الحربية داخل المقصورة، مع استخدام مكثّف لألياف الكربون السوداء عالية الجودة.
هذه المادة تغطي كل جزء تقريبًا، بدءًا من لوحة العدادات، مرورًا بمقابض تبديل نسب علبة التروس، الكونسول الوسطي، وفتحات جهاز التكييف، لتمنح المقصورة طابعًا متسقًا يجمع بين الأداء والفخامة التقنية.
خلف خطوط فيراري الناعمة، التي تمزج بين كلاسيكية الستينيات وعصرية الانسيابية الحديثة، تأتي المقصورة بتصميم عصري مستقبلي على شكل قمرة قيادة مزدوجة، يتوسّط جانبيها شاشة عالية الدقة للتحكم بتجهيزات السيارة ونظام المعلومات والترفيه، لتجربة قيادة تجمع بين الأصالة والابتكار.
