قفزة بـ34% في إيرادات "علي بابا".. كيف أحدث الذكاء الاصطناعي هذا التحول؟
شهدت أسهم علي بابا ارتفاعًا ملحوظًا في بورصة نيويورك بنسبة تجاوزت 4%، وذلك بعد إعلان الشركة عن قفزة كبيرة في إيرادات الحوسبة السحابية بلغت 34% على أساس سنوي خلال الربع المالي الثاني المنتهي في 30 سبتمبر.
هذا الأداء فاق توقعات السوق، حيث سجلت الإيرادات 39.8 مليار يوان مقابل تقديرات بلغت 37.9 مليار يوان. ويعزو المستثمرون هذا النمو إلى الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة عبر قطاع السحابة، والذي أصبح محركًا رئيسيًا لأداء المجموعة.
استفادت أسهم علي بابا من هذا الزخم رغم التراجع الكبير في ربحية الشركة الإجمالية، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل قطاع السحابة.
استثمارات علي بابا في الذكاء الاصطناعي
أوضح الرئيس التنفيذي إدي وو أن الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي في علي بابا يتسارع بشكل غير مسبوق، حتى أن الشركة تواجه تحديات في مواكبة وتيرة النمو من حيث نشر الخوادم الجديدة.
وأكد أن الاستثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قد تتجاوز المستويات المعلنة سابقًا، حيث خصصت الشركة 380 مليار يوان على مدى ثلاث سنوات، لكنها أنفقت بالفعل نحو 120 مليار يوان خلال الأرباع الأربعة الماضية.
أسهم علي بابا تعكس هذا التوجه الاستراتيجي، إذ ينظر المستثمرون إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره ركيزة أساسية لدفع النمو المستقبلي. كما أطلقت الشركة تطبيق "Qwen" المنافس لـشات جي بي تي، والذي تجاوز 10 ملايين تحميل في أسبوع واحد، مما يعزز مكانة علي بابا كلاعب رئيسي في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني.
أرباح علي بابا من السحابة والذكاء الاصطناعي
رغم النمو القوي في قطاع السحابة، تواجه علي بابا ضغوطًا على مستوى الربحية بسبب استثماراتها الضخمة في قطاع التجارة الفورية الذي يشهد منافسة شرسة في الصين.
فقد تراجع إجمالي الأرباح المعدلة بنسبة 78% إلى 9.1 مليار يوان، نتيجة ضخ استثمارات في مبادرات مثل "تاوباو" و"تمال" لتعزيز خدمات التسليم الفوري. ومع ذلك، ارتفعت إيرادات التجارة الإلكترونية في الصين بنسبة 16% إلى 132.6 مليار يوان، بينما قفزت إيرادات التجارة الفورية بنسبة 60% مقارنة بالعام الماضي.
أسهم علي بابا تواصل جذب المستثمرين الذين يركزون على النمو السريع في قطاع السحابة والذكاء الاصطناعي، متجاهلين التراجع المؤقت في الأرباح، خاصة مع توقعات استمرار الطلب القوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
