Bentley Continental Supersports.. وحش أنيق يُتقن لغة السرعة
لطالما ارتبط اسم بنتلي بالفخامة المطلقة والأداء الذي لا يعرف المساومة، لتصبح واحدة من أبرز العلامات التي جمعت بين روح السباقات ورقي التصميم.
هذه الهوية لم تكن مجرد شعار، بل فلسفة متجذرة في كل طراز تقدمه الشركة، وتحديدًا عندما يلتقي الإبداع الهندسي بالتفاصيل التي تصنع التميز.
واليوم، تجسد النسخة الجديدة من Continental GT Supersports هذا الإرث العريق في صورة أكثر جرأة وقوة، لترسم ملامح مختلفة لما يمكن أن تكون عليه سيارة الأداء الفائق في عالم تتسارع فيه المعايير.
تصميم خارجي جديد بالكامل
منذ أكثر من قرن، بدأ طراز Supersport رحلته التي لم تتوقف عن التطور، فشهد عبر الأجيال تحسينات متتالية في التصميم والأداء، كان أبرزها في نسختي عام 2009 و2017.
لكن الإصدار الحالي يفتح صفحة جديدة كليًا، متجاوزًا حدود التعديلات الشكلية المعتادة نحو فلسفة مستوحاة من عالم السباقات، ليعيد تعريف معنى الجرأة والانسيابية في تصميم السيارات الفاخرة.
يبدأ التحول من الواجهة الأمامية التي أعيد ابتكارها بالكامل من ألياف الكربون، بحيث يمتد المصد المعاد تصميمه بخطوط حادة تبرز حضور السيارة، يتوسطه مشتت هواء ضخم ينساب حول فتحات تهوية عميقة تضمن تبريدًا مثاليًا للمكابح والمحرك.
وعلى الجانبين، تتماوج الجنيحات المكدسة فوق العتبات الجانبية لتعمل بتناغم بصري وانسيابي مع الهيكل، مشكّلة منظومة ديناميكية تستثمر تدفق الهواء بدقة هندسية محسوبة.
أما القسم الخلفي فيكشف عن شخصية أكثر جرأة، بناشر هواء جديد كليًا يحتضن منافذ تهوية مخصصة لأقواس العجلات الخلفية، فيما يكتمل المشهد بتفاصيل مصنوعة من ألياف الكربون تشمل السقف والمرايا وغطاء المحرك والجناح الخلفي الثابت، في مزيج يجمع بين الصلابة وخفة الوزن وأناقة الأداء.
ورغم أن طراز 2017 والنسخة الحالية يشتركان في وجود جناح كربوني، إلا أن الاختلاف جوهري، إذ تعتمد النسخة الحديثة على جناح ثابت، في حين قدمت النسخة السابقة جناحًا مرتفعًا اختياريًا يمكن طلبه كمكوّن إضافي.
صالون داخلي فاخر
بينما يفرض التصميم الخارجي حضوره بجرأة وانسيابية مستوحاة من عالم السباقات، تواصل المقصورة النهج نفسه من الداخل لتمنح السائق تجربة لا تقل تميزًا عن المظهر الخارجي.
فقد اعتمدت بنتلي فلسفة التركيز على السائق في كل تفصيلة، مقدمةً تصميمًا ثنائي المقاعد يمنح إحساسًا بالتحكم الكامل من دون المساس بروح الفخامة التي تميز العلامة.
اقرأ أيضًا: GMSV S1 LM و Le Mans GTR: من الماضي الأسطوري إلى السرعة الحصريّة
ومع الاستغناء عن المقاعد الخلفية، يتحول الجزء الخلفي إلى عنصر جمالي بحد ذاته، إذ يحتضن حوضًا مصنوعًا بدقة من ألياف الكربون ينسجم مع الخطوط الداخلية ليعكس الطابع الرياضي للسيارة.
المقاعد الأمامية بدورها تجسد هذا التوازن بين الأداء العملي والرفاهية، فهي رياضية وخفيفة الوزن، توفر دعمًا أفضل ووضعية جلوس منخفضة، وتغلف بخليط متناغم من الجلد الفاخر، لتمنح السائق تجربة قيادة أقرب إلى أجواء السباقات.
ولا تتوقف خيارات التخصيص عند هذا الحد، إذ تتيح بنتلي للمشتري حرية واسعة في تشكيل هوية المقصورة، من خلال اثنين وعشرين لونًا للجلد الرئيس، وأحد عشر لونًا للجلد الثانوي، وتسعة ألوان للجلد المميز، مع إمكانيات المزج الأحادي أو الثنائي أو الثلاثي، لتصبح كل سيارة انعكاسًا فريدًا لذوق مالكها.
فصل جديد في الأداء
قد يخطف التصميم الأنظار، وتغري المقصورة برفاهيتها، لكن قوة الأداء هي ما يمنح طراز Supersports روحها الحقيقية. هنا تكشف بنتلي عن فلسفة ميكانيكية جديدة، بحيث أعادت صياغة مفهوم القوة لتمنحه كثافة غير مسبوقة في تاريخها.
تخلت السيارة عن محركات W12 الشهيرة لتتبنى محرّك V8 بسعة أربعة لترات مزودًا بشاحنين توربينيين، غير هجين، لكنه يحمل فلسفة مختلفة تمامًا.
لم يكن هذا مجرد تغيير في التكوين، بل إعادة هندسة كاملة، بحيث صُمم هيكل المحرك ليصبح أكثر صلابة، وزُوّد برؤوس أسطوانات جديدة، ليولد قدرة استثنائية تجعل كل ضغطة على دواسة الوقود إعلانًا عن القوة الخالصة.
ورغم أنه لا يقدّم ميزة الوقود المتعدد التي عُرفت بها النسخة الأولى، ولا يصل إلى قوة السبعمائة حصان التي ميّزت طراز 2017، تؤكد بنتلي أن هذا هو أعلى محرك كثافةً في القوة بتاريخ العلامة، إذ ينتج 657 حصانًا وعزم دوران يصل إلى 800 نيوتن متر، وهي أرقام تضعه في صدارة محركات الأداء الخارق.
تنتقل هذه القوة إلى العجلات الخلفية عبر ناقل حركة ZF ثنائي القابض بثماني سرعات، جرى تحسينه باستخدام قوابض أقوى وضبط رياضي يضمن تبديلات أسرع وثباتًا أكبر عند القيادة الهجومية، فيما يكتمل الإحساس بالأداء مع نظام عادم مصنوع بالكامل من التيتانيوم يمنح السيارة صوتًا عميقًا وقويًا يعكس أصالتها الرياضية.
ولأن الأداء الفائق يحتاج إلى منظومة متكاملة، عزّزت بنتلي قوة السيارة بمنظومة كبح عالية الأداء لتوفير استجابة دقيقة حتى في أقسى الظروف.
ويكتمل هذا المستوى من التحكم مع نظام Bentley Dynamic Ride الذي يضبط التمايل بشكل نشط، إلى جانب تفاضل محدود الانزلاق يعمل إلكترونيًا مع تقنية توزيع العزم، ليمنح السيارة ثباتًا استثنائيًا في المنعطفات ويجعل كل حركة محسوبة بدقة هندسية عالية.
