كيف ساعدت المخطوطات العربية الباحثين الألمان في تتبع انفجارات نجوم قريبة؟
تظهر النصوص العربية القديمة التي كتبها علماء مصريون في القرن الثاني عشر أهمية كبيرة لدراسة انفجارات النجوم. ففي عام 1181، سجل علماء من مصر والصين واليابان انفجارًا نجميًا هائلًا يُعرف باسم السوبرنوفا.
هذه الانفجارات تُعد من أكبر الانفجارات التي شهدها البشر، وقد تنتج عند نفاد وقود النجوم الضخمة وموتها، تاركةً أحيانًا ثقبًا أسود غامضًا.
كيف ساعدت النصوص العربية العلماء؟
في دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة Astronomical Notes، حلل رالف نويهاوزر الباحث في معهد الفيزياء الفلكية بجامعة يينا في ألمانيا وزملاؤه نصين عربيين من القاهرة.
الأول قصيدة من تأليف ابن سناء الملك تمجد صلاح الدين بين عامي 1181 و1182، وفيها كلام عن النجوم، والثاني سجل تاريخي لأحمد بن علي المقريزي (1364–1442).
أوضحت تلك النصوص ظهور نجم جديد في كوكبة "اليد الحناء" المعروفة بكوكبة كاسيوبيا، موفرة تفاصيل حول الموقع في السماء وربما مدة وبريق السوبرنوفا.
وتقدم هذه المصادر لمحة دقيقة تساعد الفلكيين في تحديد بقايا السوبرنوفا، وعلى الرغم من أن سجلات المقريزي تتعلق بسوبرنوفا أخرى حدثت في عام 1006م وتعد معروفة جيدًا، فإنها تُشير إلى أقرب انفجار سوبرنوفا تاريخي على بعد 6,000 سنة ضوئية، وهو الأكثر سطوعًا خلال الـ2000 سنة الماضية، فدرجة إضاءته تضاهي القمر.

وأوضح نويهاوزر أن هذه الملاحظات القديمة تمثل مصدرًا قيّمًا للعلماء لتتبع أحداث كونية قديمة، موضحًا: "حتى قبل اختراع التلسكوب، كان البشر قادرين على تسجيل عدة انفجارات سوبرنوفا مرئية بالعين المجردة، وهذه المصادر تعطي بيانات قيمة عن مواقعها وخصائصها".
هذه المخطوطات القديمة تساعد العلماء على إعادة بناء تاريخ الانفجارات الكونية داخل مجرتنا، مما يساهم في فهم أفضل لتطور النجوم واكتشاف الآثار التي خلفتها عبر الزمن.
الباحثون يعتقدون أن دراسة هذه الأحداث تساعد أيضًا في تعليم الجيل الجديد من الفلكيين كيفية استخدام مصادر تاريخية، بجانب البيانات الحديثة لتعميق فهمهم للكون.
فيما تُظهر الدراسة الدور الحاسم للنصوص التاريخية العربية في فهم الكون، موفرة أدوات علمية تساعد في الكشف عن بقايا النجوم والانفجارات الكونية التي وقعت قبل قرون.
