بين النجوم.. جنازات Celestis تحوّل الموت إلى رحلة كونية
أعلنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية هذا الأسبوع أن شركة Celestis الأمريكية حققت رقما كبيرا من الجنازات الفضائية، بعد أن أطلقت رماد أكثر من 1000 شخص من 40 دولة إلى الفضاء خلال أكثر من ربع قرن من الزمن.
وقالت موسوعة جينيس في بيانها: "شركة Celestis حوّلت فكرة تخليد الذكرى إلى واقع خارج حدود الأرض، لتصبح أول مؤسسة في التاريخ تُقدّم جنازات بين النجوم بهذا العدد الكبير".
تأسست Celestis في تسعينيات القرن الماضي على يد تشارلز تشافر، لتكون أول شركة تقدم خدمة إرسال رماد المتوفين إلى الفضاء عبر صواريخ تجارية بالتعاون مع شركات إطلاق أمريكية مثل SpaceX وUnited Launch Alliance.
شركة Celestis للدفن في الفضاء
بدأت قصة Celestis عام 1997 عندما أطلقت أول جنازة فضائية بصاروخ بيغاسوس من جزر الكناري الإسبانية، حاملةً رماد جين رودنبيري مبتكر سلسلة Star Trek، وعالم النفس تيموثي ليري، وعددًا من الشخصيات العلمية والثقافية. استمرت المركبة في مدارها نحو خمس سنوات قبل أن تعود إلى الغلاف الجوي عام 2002، في أول "رحلة وداع كونية" في التاريخ.
منذ ذلك الحين، نفذت الشركة أكثر من 12 مهمة فضائية ناجحة، تضمنت إرسال بقايا بشرية إلى مدار الأرض، سطح القمر، والفضاء السحيق. كما أعلنت أنها تخطط لرحلتين إضافيتين في عام 2026 ضمن برنامجها التذكاري «Voyager».
تكاليف الدفن في الفضاء
تبدأ تكلفة جنازة Celestis من 3,495 دولارًا أمريكيًا، أي أقل من نصف تكلفة الجنازات التقليدية في الولايات المتحدة، التي يبلغ متوسطها 8,300 دولار. تتضمن الخدمة وضع رماد المتوفى في كبسولة صغيرة بحجم أحمر الشفاه تُطلق داخل صاروخ فضائي، وتدور حول الأرض كل 90 دقيقة، أو تُرسل في مسار نحو القمر أو خارج النظام الشمسي.
وقالت ماريبيل غراي، وهي مصممة غرافيك حجزت مسبقًا مكانها في رحلة مستقبلية، لصحيفة نيويورك تايمز: "لطالما حلمت بالسفر إلى المجهول… والفضاء هو أكثر مكان يرمز للحرية والخلود".
اقرأ أيضا: موسوعة غينيس تعتمد AINOTE 2 أنحف تابلت إلكتروني في العالم (فيديو)
يرى باحثون في الثقافة المعاصرة أن تصاعد شعبية “الدفن في الفضاء” يعكس تحولًا في نظرة الإنسان للموت والخلود. فبعد أن كان البحر والمقابر موضع الوداع الأبدي، أصبح الفضاء وجهة جديدة تمزج بين الابتكار والروحانية.
وبحسب بيانات الشركة، فإن رحلاتها التذكارية لا تقتصر على العلماء أو المشاهير، بل تشمل أيضًا أشخاصًا عاديين أرادوا أن يكون مثواهم الأخير “بين النجوم”.
