بعد 60 عامًا من الانتظار.. إد دوايت يعانق الفضاء أخيرًا (فيديو)
بعد أكثر من ستين عامًا من الانتظار، تمكن إد دوايت —أول مرشح للانضمام إلى برنامج رواد الفضاء الأمريكي— من تحقيق حلمه في الصعود إلى الفضاء بعمر 90 عامًا، ليصبح أكبر رجل يسافر إلى الفضاء في التاريخ.
قصة إد دوايت
في مايو 2024، انطلق دوايت ضمن مهمة Blue Origin NS-25 من ولاية تكساس الأمريكية على متن صاروخ New Shepard، ليقضي عشر دقائق في انعدام الجاذبية على ارتفاع بلغ نحو 105 كيلومترات قبل العودة إلى الأرض.
وقال دوايت في تصريح لـBBC بعد هبوطه: «ظننت أنني لا أحتاج إلى هذه التجربة في حياتي، لكنني كنت مخطئًا.. كنت أحتاج إليها حقًا».
وُلد دوايت في مدينة كانساس عام 1933، وبدأ شغفه بالطيران منذ طفولته، حين صنع طائرة خشبية صغيرة في فناء منزله. بعد التحاقه بالقوات الجوية الأمريكية عام 1953، حصل على شهادة في الهندسة الجوية من جامعة ولاية أريزونا.
وفي عام 1961، تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي جون كينيدي تدعوه للمشاركة في برنامج تدريب رواد الفضاء، ليصبح أول أمريكي من أصول إفريقية يترشح رسميًا لذلك.
اقرأ أيضًا: الهند تستعد لإطلاق أول روبوت بشري في الفضاء في ديسمبر 2025
رغم كفاءته العالية، واجه دوايت عقبات عنصرية وضغوطًا سياسية كبيرة، وتبددت أحلامه بعد اغتيال الرئيس كينيدي عام 1963، إذ فقد الدعم الحكومي الذي كان سيسمح له بالتحليق إلى الفضاء. وقال دوايت متأثرًا: «اليوم الذي قُتل فيه الرئيس كينيدي كان نهاية المشروع.. ونهاية حلمي حينها».
ورغم خيبة الأمل، أعاد دوايت توجيه مسيرته نحو الفن، حيث نال درجة الماجستير في الفنون الجميلة منتصف السبعينيات، وكرّس موهبته في نحت تماثيل تُجسد التاريخ الأمريكي الإفريقي، كما عُرضت أعماله في متاحف ومؤسسات كبرى مثل Smithsonian.
بعد عقود من العمل الفني، عاد الحلم للسطوع مجددًا بفضل منظمة Space for Humanity، التي اختارته تقديرًا لمسيرته الملهمة. وقال المدير التنفيذي للمنظمة أنطونيو بيروناسي: «كنا نعلم أن قصة إد دوايت ستُلهم العالم.. لقد كسر الحواجز وأثبت أن الحلم لا عمر له».
وبعد صعوده إلى الفضاء، وصف دوايت المنظر من النافذة قائلاً: «رأيت الأرض من الأعلى، تبدو جميلة ومتناسقة بلا حدود تفصل الدول، وقلت لنفسي: لماذا لا يستطيع البشر أن يعيشوا بسلام على هذا الكوكب الجميل؟».
