في اليوم العالمي للرجل.. كيف يؤثر كتمان المشاعر على الصحة النفسية؟
تزامنًا مع اليوم العالمي للرجل، كشفت دراسة حديثة أن الرجال يعانون من معدلات مرتفعة من التوتر والضغوط النفسية بسبب العزلة العاطفية والخوف من التعبير عن مشاعرهم.
وأشارت الدراسة إلى أن الصورة النمطية المرتبطة بالرجولة والقوة تدفع الكثير من الرجال إلى الكتمان والصمت، ما يؤدي إلى زيادة الإجهاد النفسي وصعوبات في التواصل الإنساني.
وبحسب موقع onlymyhealth، تؤكد الدراسة أن العديد من الرجال يواجهون صعوبات في مشاركة مشاعرهم أو مناقشة تحدياتهم الشخصية، مما يخلق حالة من الانغلاق العاطفي والبعد عن الدعم الاجتماعي.
وبينت النتائج أن هؤلاء غالبًا ما يشعرون بالوحدة رغم تفاعلهم الاجتماعي اليومي، وهي حالة وصفها الخبراء بأنها "عزلة نفسية خفية" تؤثر سلبًا في الصحة العامة والعلاقات الأسرية.
وأوضحت الأخصائية النفسية زالك ناندو (Zalak Nandu)، أن الرجال يتعرّضون منذ الصغر لتنشئة اجتماعية تشجعهم على كتمان المشاعر وإخفاء الضعف.
وقالت إن هذه التربية المبكرة ترسّخ لديهم فكرة أن التعبير عن الألم أو الحزن يتعارض مع مفهوم الرجولة، ما يجعل الكثيرين منهم غير قادرين على بناء روابط عاطفية صحيّة أو طلب المساعدة النفسية عند الحاجة.
وأضافت ناندو أن الدور المجتمعي الذي يُلقي على عاتق الرجل مسؤوليات "الحماية والإعالة" يجعله يعيش تحت ضغط مستمر يسهم في تراكم التوتر والإجهاد الذهني. ودعت إلى ضرورة تعديل المفهوم السائد للقوة بحيث يشمل التوازن النفسي والقدرة على التواصل، معتبرة أن التعبير عن المشاعر لا ينتقص من الرجولة بل يعززها.
خطوات لتعزيز الصحة النفسية للرجال
قدّمت الأخصائية خمسة أساليب عملية يمكن للرجال اتباعها لتحسين صحتهم النفسية وتحقيق التوازن العاطفي، منها البدء بالتأمل الذاتي لفهم المشاعر وتحديد مسبباتها، والتحدث بصراحة مع شخص موثوق كصديق أو أحد أفراد الأسرة لخلق دائرة دعم شخصية. كما أوصت بطلب المساعدة من متخصصي العلاج النفسي عند مواجهة ضغوط متزايدة، مشددة على أن العلاج ليس دليل ضعف بل وسيلة فعّالة للوقاية النفسية.
ولتحسين التوازن النفسي، نصحت الدراسة باتباع نمط حياة صحي يتضمن ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نوم كافٍ، وتقليل استهلاك المنبهات أو المشروبات الكحولية، إلى جانب إدخال أنشطة الاسترخاء مثل التأمل أو القراءة في الروتين اليومي. كما شددت على أهمية مشاركة الرجال في مجموعات دعم توفر بيئة آمنة للحوار وتبادل التجارب دون أحكام مسبقة.
يؤكد الخبراء أن اليوم العالمي للرجل ليس فقط مناسبة للاحتفاء بالإنجازات، بل أيضًا فرصة لإعادة التفكير في الصورة الاجتماعية للرجل وظروفه النفسية. فالصحة النفسية للرجال ترتبط مباشرة بتماسك الأسرة واستقرار المجتمع، ما يتطلب وعيًا جماعيًا بأهمية منحهم مساحة آمنة للتعبير والتواصل. ويرى المختصون أن المجتمعات التي تتقبل مشاعر الرجل وتسعى لفهمها هي الأقرب إلى تحقيق التوازن الإنساني الحقيقي.
