ضربة جديدة لآمال الحياة الفضائية.. رصد أقوى انبعاث نجمي يهدد الكواكب الصخرية
وجّه علماء الفلك ضربة جديدة لآمال العثور على حياة خارج الأرض، بعد اكتشاف انبعاث كتلي إكليلي هائل صادر من نجم قريب، بقوة تكفي لتفجير الغلاف الجوي لأي كوكب صخري يدور في نطاقه.
ويُعد هذا الحدث أول رصد مؤكد لانبعاث كتلي إكليلي من نجم غير الشمس، وفق دراسة نُشرت في مجلة نيتشر.
الانبعاث الكتلي الإكليلي هو انفجار عنيف لبلازما شديدة الحرارة تُقذف بسرعات عالية إلى الفضاء، ويمكنه إحداث موجة صدمية هائلة تُرصَد عبر ما يُعرف بـ"انفجار الراديو من النوع الثاني".
وقد التقط الباحثون هذه الإشارة من النجم القزم StKM 1-1262، الواقع على بُعد 40 سنة ضوئية، باستخدام مصفوفة الترددات المنخفضة LOFAR في أوروبا.
اكتشاف أول انبعاث كتلي إكليلي خارج المجموعة الشمسية
يُصنّف النجم ضمن الأقزام النجمية من النوع M، وهي نجوم صغيرة لكنها شديدة النشاط، ترسل توهجات وانفجارات متكررة.، ورغم أن هذا النوع من النجوم يُعد هدفًا مفضلًا للبحث عن الكواكب القابلة للحياة، إلا أن الانبعاث الكتلي الإكليلي المكتشف يطرح تحديًا كبيرًا.
أظهرت القياسات أن سرعة الانفجار بلغت نحو 2400 كيلومتر في الثانية، وهي سرعة لا تُرى إلا في أقوى 5% من الانفجارات الشمسية، وبحسب الفريق العلمي، فإن هذه القوة كافية لتمزيق الغلاف الجوي لأي كوكب صخري يقع داخل المنطقة القابلة للحياة، ما يجعل بقاء الحياة مستحيلًا تقريبًا.

ويقول جو كالينجهام، الباحث الرئيسي في المعهد الهولندي لعلم الفلك الراديوي المسئول عن الدراسة: "حتى لو وُجد كوكب في المنطقة المثالية، فإن تكرار هذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية قد يمحو غلافه الجوي تمامًا، ويقضي على أي فرصة لنشوء الحياة".
تأثير الانبعاث الكتلي الإكليلي على الكواكب القابلة للحياة
استخدم الفريق أيضًا تلسكوب XMM-Newton الفضائي لقياس دوران النجم وسطوعه بالأشعة السينية، ما مكّنهم من تتبع حركة الانفجار بدقة.
وأشار الباحثون إلى أن الرصد تم عند حدود الحساسية القصوى لـLOFAR، ما يعني أن الكشف عن المزيد سيحتاج إلى تقنيات أكثر تقدمًا.
اقرأ أيضا: الشمس تُفجر أقوى توهج في 2025.. ماذا ينتظر الأرض؟
ولهذا، ينتظر العلماء تشغيل مشروع "مصفوفة الكيلومتر المربع" SKA خلال ثلاثينيات القرن الحالي، والمتوقع أن يرصد مئات الانبعاثات المشابهة سنويًا، مما سيساعد في تحديد النجوم الأكثر خطورة على الكواكب المحتملة.
ويختتم كالينجهام قائلًا: "هدفنا هو العثور على الأرض 2.0… لكن مثل هذه الاكتشافات تُظهر أن الطريق أطول وأكثر تعقيدًا مما نعتقد".
