هوندا تدخل سباق الفضاء بصاروخ يعمل بالميثان المسال وتخطط لإطلاقه بحلول 2029
لم تكتفِ شركة هوندا موتور اليابانية بصناعة السيارات والدراجات النارية والطائرات الصغيرة فحسب، بل كشفت اليوم عن خططها الجديدة لدخول قطاع الفضاء، بعد نجاح تجربتها الأولى لإطلاق صاروخ تجريبي قابل لإعادة الاستخدام.
وجاء الإعلان خلال معرض اليابان للتنقل 2025، حيث عرضت هوندا نموذجًا مصغّرًا لصاروخها الذي يبلغ ارتفاعه نحو 6 أمتار (20 قدمًا) ويعمل بوقود الميثان المسال، ضمن رؤيتها الجديدة لتوسيع مفهوم "التنقل" ليشمل الفضاء الخارجي.
هوندا تختبر صاروخها الفضائي
أُجري الاختبار الأول للصاروخ في يونيو الماضي في هوكايدو شمال اليابان، حيث نجح في التحليق حتى ارتفاع 900 قدم (قرابة 275 مترًا) قبل أن يهبط بسلام بعد دقيقة واحدة من الإقلاع.
وتعتبر التجربة خطوة أولى ضمن برنامج طويل الأمد تطوره هوندا منذ عام 2019، يهدف إلى بناء صاروخ قابل لإعادة الاستخدام قادر على إطلاق أقمار صناعية صغيرة إلى المدار.
وأكدت الشركة أن الصاروخ المستقبلي سيكون أكبر بكثير من النموذج التجريبي، بحيث يستطيع حمل حمولة تصل إلى طن واحد، مع تكرار الإطلاق خلال فترات زمنية قصيرة لتقليل التكلفة وزيادة الكفاءة.
صاروخ هوندا القابل لإعادة الاستخدام
قال جونيشيرو إيشيمورا، كبير مهندسي مكتب استراتيجية الفضاء في قسم البحث والتطوير لدى هوندا، إن دخول الشركة هذا المجال يُعدّ امتدادًا طبيعيًا لتاريخها في "ابتكار حلول التنقل" التي تشمل السيارات، والدراجات، وجزازات العشب، والطائرات، مضيفًا أن "الفضاء هو الخطوة المنطقية التالية".
وأوضح إيشيمورا أن هوندا تمتلك ميزة تنافسية بفضل خبرتها التقنية في أنظمة القيادة الآلية والدفع والهندسة الدقيقة، بالإضافة إلى قدراتها الصناعية الضخمة التي تسمح لها بتصميم وتصنيع الصاروخ بالكامل داخليًا.
وأشار أيضًا إلى أن المنافسة مع شركات مثل سبيس إكس (SpaceX) تُعد حافزًا إضافيًا، مؤكدًا أن هوندا "تُنشئ كل شيء من الصفر دون دعم من وكالة مثل ناسا"، مما يمنحها استقلالية أكبر في تطوير تكنولوجياتها الخاصة.
اقرأ أيضا: بينينفارينا وجاس موتورسبورت تُعيدان أسطورة هوندا إن إس إكس في حُلّة جديدة
صرّح توشيهيرو ميبي، الرئيس التنفيذي لشركة هوندا، أن الشركة تتطلع إلى تنفيذ أول إطلاق دون مداري بحلول عام 2029 باستخدام صاروخ مستدام بيئيًا يعمل بالميثان، مؤكدًا أن الاختبار الناجح في يونيو كان "مجرد بداية رحلة طويلة نحو الفضاء".
وأضاف ميبي أن هدف هوندا يتمثل في توفير وسيلة منخفضة التكلفة لإطلاق الأقمار الصناعية، في ظل تزايد الطلب العالمي على خدمات الاتصالات وجمع البيانات من المدار.
تُعد هذه الخطوة من هوندا جزءًا من توجه أوسع في اليابان نحو دعم مشاريع الفضاء التجاري، إذ تمتلك البلاد بالفعل بنية تحتية قوية للإطلاق عبر وكالة الفضاء اليابانية JAXA، ما قد يمنح هوندا دعمًا تقنيًا ولوجستيًا في مراحل التطوير المستقبلية.
ومع دخول شركات السيارات الكبرى مثل هوندا إلى قطاع الفضاء، يبدو أن حدود "التنقل" لم تعد تنتهي على الأرض بل تمتد الآن إلى السماء وما بعدها.
