علماء يكشفون سلف التماسيح قبل سيطرة الديناصورات على الأرض
أعلن فريق من علماء الحفريات في البرازيل عن اكتشاف زاحف ضخم مُصفّح عاش قبل نحو 240 مليون عام، أي قبل ظهور الديناصورات بوقت طويل.
ويُعد هذا الكائن، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "علم الحفريات Journal of Systematic Palaeontology"، من أسلاف التماسيح الحديثة، وكان يعيش في العصر الترياسي حين كانت القارات ما تزال متصلة في قارة واحدة تُعرف باسم "بانجيا".
وأطلق العلماء على الكائن اسم "تاينراكواسوتشوس بيلاتور"، أي "التمساح المحارب ذو الأسنان الحادة"، في إشارة إلى شكله القوي وصفاته المفترسة.
ورغم أنه يشبه الديناصورات من حيث البنية، أوضح الباحثون أنه ينتمي إلى سلالة مختلفة تطورت لاحقًا لتُنتج التماسيح المعروفة اليوم.

اكتشاف سلف التماسيح يشبه الديناصور
وبلغ طول الزاحف المكتشف، الذي يُعد أحد أسلاف التماسيح، نحو 2.4 متر ووزنه حوالي 60 كيلوغرامًا؛ وتميّز برقبة طويلة وفك نحيل يضم صفًا من الأسنان الحادة، إضافة إلى صفائح عظمية تغطي ظهره تشبه تلك الموجودة لدى التماسيح الحديثة.
ويعتقد العلماء أنه كان مفترسًا نشطًا في بيئته، لكنه لم يكن الأكبر حجمًا، إذ عاشت بجواره كائنات وصل طولها إلى نحو سبعة أمتار.
وتم العثور على أجزاء من هيكله العظمي، منها الفك السفلي وعدة فقرات وعظام الحوض، خلال أعمال تنقيب في ولاية ريو غراندي دو سول جنوبي البرازيل.
ويُعد هذا الاكتشاف مهمًا بسبب ندرة حفريات ما يُعرف بـ"الزواحف الزائفة" أو بوبوصورات في أمريكا الجنوبية، ما يجعله إضافة قيّمة لفهم تطورها وأدوارها في النظم البيئية القديمة.

سلف التماسيح
ويُشير الباحثون إلى أن سلف التماسيح الجديد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنوع آخر اكتُشف في تنزانيا عام 1933، عاش قبل 245 مليون سنة.
اقرأ أيضا: اكتشاف حفرية "طائر الرعب" الأكبر في التاريخ
ويقول رودريغو تيمب مولر رئيس الفريق العلمي الذي قاد الدراسة: “هذا النوع يُمثل لحظة محورية قبل صعود الديناصورات، ويُساعدنا على فهم كيفية تطور الزواحف الحاكمة في وقت مبكر".
بهذا الاكتشاف، تتضح صورة أكثر شمولًا للعالم القديم قبل دخول الديناصورات المشهد، حيث لعبت أسلاف التماسيح دورًا كبيرًا في السلسلة الغذائية، وبنت جسورًا تطورية تمتد من بانجيا إلى الأنواع الحديثة التي نعرفها اليوم.
