بين أنيابه حتى الموت.. هجمات التماسيح تحصد ضحايا جدد بإندونيسيا
شهدت قرية في إقليم لامبونغ بجنوب إندونيسيا لحظات مرعبة بعد أن هاجم تمساح ضخم يبلغ طوله 3 أمتار رجلًا مسنًا يُدعى واسيم، يبلغ من العمر 80 عامًا، أثناء استحمامه في نهر سِماكا القريب من منزله. في مشهد صادم وثّقته عدسات الأهالي، شوهد التمساح وهو يسبح مبتعدًا حاملاً الضحية في فكيه، بينما ركض السكان إلى ضفة النهر وهم يلوّحون بالعصي في محاولة لإنقاذه.
وبحسب الشرطة المحلية، عُثر على جثة واسيم بعد نحو ساعة من الحادث، عقب أن أطلق التمساح سراحه تحت ضربات العصي، لكنه كان قد فارق الحياة. وقد أُصيب بجروح مروّعة في الظهر والكتفين. الحادث وقع في وضح النهار، وأكده صهر الضحية قائلًا: "كان يومًا عاديًا... لم نتوقع أن ينتهي بهذه الطريقة المأساوية".
سلسلة من الهجمات المميتة
حادثة واسيم ليست الأولى، فقد شهدت إندونيسيا حوادث مماثلة مؤخرًا، أبرزها وفاة المراهق لا بايو (17 عامًا) في يونيو الماضي بعد أن هاجمه تمساح أثناء صيده في نهر كاليليها، أمام صديقه الذي حاول التدخل لإنقاذه دون جدوى. وأظهر مقطع فيديو مؤلم التمساح وهو يجر جسده بلا حياة في الماء، قبل أن يتم الإمساك به وانتشال الجثة.
اقرأ أيضاً صراع العمالقة بين أناكوندا وتمساح مفترس.. من الفائز؟ (فيديو)
وفي مايو، لقيت امرأة حامل تُدعى مونيرة مصرعها بعد أن هاجمها تمساح داخل مطبخها الغارق بالماء شمال كاليمانتان. ورغم محاولة شقيقتها إنقاذها باستخدام عصا، إلا أن الحيوان تمكّن من جرّها إلى النهر، وعُثر على جثتها بعد نصف ساعة من البحث.
بيئة متدهورة وهجوم متصاعد
تُعد إندونيسيا الدولة الأكثر تسجيلًا لهجمات التماسيح عالميًا، إذ تم الإبلاغ عن أكثر من 1000 حالة خلال العقد الماضي، وسط مخاوف من أن الأعداد الفعلية أعلى من ذلك. ويرى الخبراء أن السبب يعود إلى فقدان الموائل الطبيعية للتماسيح بسبب التمدد العمراني وتعدين القصدير الجائر، إلى جانب تراجع مصادر غذائها بفعل الصيد المفرط، ما يدفعها إلى الاقتراب من القرى والأنهار المأهولة بالسكان.
وفي ظل اعتماد السكان المحليين على الأنهار في أنشطة الاستحمام والصيد التقليدي، باتت احتمالية وقوع هجمات قاتلة أعلى من أي وقت مضى. ودعت الشرطة السكان إلى توخي الحذر وتجنّب استخدام النهر، خصوصًا في المناطق التي تُعرف بكثافة وجود التماسيح فيها.
