دراسة توضّح العلاقة بين رائحة الجسم والمكانة الاجتماعية
كشفت دراسة حديثة من جامعة فيكتوريا، أن رائحة الجسم تلعب دورًا مهمًا في الطريقة التي يُقيّم بها الناس مكانة الآخرين الاجتماعية، إلى جانب الصوت ولغة الجسد.
وأوضحت الباحثة مارليز هوفر -التي أجرت الدراسة خلال مرحلة الدكتوراه تحت إشراف فرانسيس تشين في مختبر الصحة الاجتماعية بجامعة كولومبيا البريطانية- أوضحت أن الهدف كان معرفة ما إذا كانت الروائح المرتبطة بمستويات هرمون التستوستيرون تؤثر على إدراك الآخرين للهيمنة أو المكانة الرفيعة، وهما استراتيجيتان يعتمدهما البشر للتعبير عن موقعهم الاجتماعي.
وشارك في الدراسة، المنشورة في مجلة Evolution and Human Behaviour، نحو 76 طالبًا جامعيًا من الذكور، حيث قدموا عينات من اللعاب لقياس مستويات التستوستيرون، وارتدوا قمصانًا لتجميع رائحة أجسامهم، كما أجابوا على استبيان لتقييم مكانتهم الاجتماعية.
ولاحقًا، قام 797 شخصًا من الرجال والنساء بشم هذه القمصان وتقييم الروائح من حيث الهيمنة والمكانة، بالإضافة إلى جاذبية الرائحة وقوتها.
وأظهرت النتائج أن ارتفاع مستوى التستوستيرون ارتبط بزيادة إدراك الهيمنة، بينما لم يظهر ارتباط واضح بالمكانة الرفيعة، حيث ظل هذا الارتباط قائمًا حتى بعد التحكم في عوامل مثل شدة الرائحة، خلفية المتبرع، تقييمه الذاتي، وجنس المُقيّم.
دور الرائحة في التواصل الاجتماعي
وتوضح الدراسة أن الإشارات الكيميائية تُعد من أكثر طرق التواصل شيوعًا في الطبيعة، حيث تعتمد عليها الحيوانات لتحديد من يملك السيطرة داخل المجموعة، مثل الفئران التي تترك روائح لتأكيد هيمنتها.
وبالنسبة للبشر، فإن رائحة الجسم تُستخدم أيضًا لنقل مشاعر مثل الخوف أو المرض أو الانجذاب، وأحيانًا تعكس صفات شخصية مثل العصبية أو السيطرة.
وتعتقد الباحثة مارليز هوفر أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تربط بشكل مباشر بين رائحة الجسم ومستويات هرمون التستوستيرون في تشكيل انطباعات الناس عن مكانة الآخرين.
تأثير فقدان حاسة الشم على الصحة النفسية والاجتماعية
وفي ضوء هذه النتائج، بدأت هوفر في توسيع نطاق أبحاثها لتشمل الآثار النفسية والاجتماعية لفقدان حاسة الشم، خاصة بعد انتشار حالات فقدان الشم نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
وتهدف أبحاثها الحالية إلى تطوير تدخلات علمية تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في حاسة الشم على استعادة علاقتهم بالطعام والتجارب الاجتماعية والحميمية، من خلال استراتيجيات حسية وسلوكية بديلة.
ورغم أهمية النتائج، تؤكد هوفر أن الدراسة اعتمدت على عينة محدودة نسبيًا، ما يستدعي إجراء أبحاث مستقبلية على مجموعات أكثر تنوعًا للتحقق من مدى عمومية هذه الأنماط.
