مارك كوبان يخالف الرأي السائد: الذكاء الاصطناعي لا يضر.. بل يُعدّ القادة
أكد رجل الأعمال الأمريكي مارك كوبان أن الأطفال الذين يتعلمون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي منذ الصغر سيكونون الأكثر نجاحاً في المستقبل، مشيراً إلى أن هذه الفئة ستكون الأقدر على قيادة البيئات التكنولوجية المبتكرة خلال السنوات المقبلة.
تأتي تصريحات كوبان في مقابلة مع شبكة CNBC ضمن برنامج "Make It"، موضحاً أن الطلاب الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي سيُنجزون أعمالاً أكثر إبداعاً، وسيتعلمون كيفية التعاون مع التكنولوجيا بطرق تُمكّنهم من اكتساب مهارات القيادة. وشدّد على أن الهدف من استخدام الذكاء الاصطناعي هو تعزيز التفكير النقدي لا استبداله.
كيف يرى المعلمون مستقبل الذكاء الاصطناعي؟
تُظهر نتائج دراسة حديثة أعدّتها شركة "سامسونج" بعنوان "Solve for Tomorrow 2025 AI Readiness Study" أن 88% من المعلمين الأمريكيين يعتقدون أن تعلم مهارات الذكاء الاصطناعي ضروري لنجاح الطلاب مستقبلاً، بينما عبّر 81% عن خشيتهم من أن يؤدي الاعتماد الزائد على التقنية إلى تراجع مهارات التفكير النقدي لديهم.
أما علاقة مارك كوبان بهذه الدراسة، فتتمثل في دعمه للمبادرة التعليمية التي أطلقتها "سامسونج" استناداً إلى نتائجها. ويتعاون كوبان مع رائدة الأعمال إيما غريدي (Emma Grede) ضمن برنامج "Solve for Tomorrow" الذي يهدف إلى تمكين المدارس من تعليم الذكاء الاصطناعي بطريقة عملية وأخلاقية. وبحسب إعلان سامسونج، ستُقدَّم موارد تعليمية وأجهزة وتقنيات تدريبية بقيمة مليوني دولار إلى 500 مدرسة أمريكية بحلول عام 2026. بهذه الشراكة يسعى كوبان إلى تحويل نتائج الدراسة إلى خطوات تطبيقية تدعم الطلاب والمعلمين على أرض الواقع.
كوبان يوضح.. هل الذكاء الاصطناعي خطر أم فرصة؟
يرى بعض المربين أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تشجع على الغش أو تسهم في نشر معلومات مضللة، إلا أن كوبان يؤكد أن استخدامها بالشكل الصحيح يمكن أن يحولها إلى وسيلة تعليمية فعالة. هذا الرأي تؤيده عالمة النفس والكاتبة أنجيلا داكويرث (Angela Duckworth)، التي قالت في خطاب تخرج بجامعة بنسلفانيا في مايو 2025 إن برامج مثل "ChatGPT" تمتلك قدرة فريدة على التعليم من خلال المثال والتفاعل المباشر.
كما شبّه كوبان الطفرة الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي بالثورات التكنولوجية الكبرى مثل ظهور الإنترنت والحواسيب، موضحاً أن المستقبل المهني سيتطلب من الشباب إتقان التعامل مع هذه الأدوات. ونصحهم بتعلّم كيفية كتابة "الأوامر الذكية" وتخصيص النماذج بما يتناسب مع احتياجات المؤسسات، لأن كل شركة بحاجة إلى خبراء في دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمتها التشغيلية.
