تشعر بالصداع الدائم بسبب مسكّنات الألم؟.. دراسة توضّح السبب
حذّر خبراء من أنّ الأدوية التي تُستخدم لتخفيف الصداع؛ قد تكون هي نفسها السبب في استمراره.
ويقول دان بومغاردت المحاضر الأول في كلية علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة بريستول، إن ملايين الأشخاص حول العالم يعيشون في دوامة خفية من "الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية"، وهي حالة يمكن أن تصيب من يتناولون مسكنات الألم بانتظام لأشهر عديدة.
ويعاني أكثر من 10 ملايين شخص في المملكة المتحدة من الصداع بشكل متكرر، وفقًا للدكتور بومغاردت، مضيفًا: "ومعظمهم لا يدرك أن السبب قد يكون الأدوية التي يعتمدون عليها يوميًا لتسكين الألم".
الإفراط في تناول المسكنات قد يؤدي إلى صداع مزمن
ويوضح "بومغاردت" أن الحالة لا تقتصر على المسكنات القوية مثل الكودايين أو المورفين، بل تشمل أيضًا الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية "NSAIDs" وحتى أدوية التريبتان المستخدمة لعلاج نوبات الصداع النصفي.
ويستطرد بومغاردت: "في البداية، تُخفف هذه الأدوية الألم، لكن مع الاستخدام المنتظم، تبدأ بإعادة ضبط نظام الألم في الدماغ؛ حتى نصل إلى أنّ المريض يشعر بالصداع بمجرد غياب الدواء".
وتظهر الحالة عادةً لدى من يتناولون مسكنات الألم لأكثر من 15 يومًا في الشهر، أو في بعض الحالات، بعد استخدام الأدوية الأفيونية لـ10 أيام فقط شهريًا؛ لكن بحسب الدراسة، فالنساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الظاهرة بـ3 إلى 4 أضعاف مقارنة بالرجال.

وغالبًا ما تبدأ القصة بصداع نصفي أو صداع توتري مزمن، ومع الوقت، يعتمد المريض على المسكنات بشكل متكرر حتى يصبح الصداع أكثر حدة؛ حيث يقول بومغاردت إن: "المشكلة تكمن في عدم إدراك المرضى للعلاقة بين الدواء والصداع، فيستمرون في تناول جرعات إضافية دون معرفة أن الدواء نفسه أصبح المُسبب للألم".
الحل لعلاج الصداع
ويؤكد بومغاردت أن العلاج يبدأ بخطوة بسيطة لكنها صعبة: التوقف التدريجي عن تناول الدواء تحت إشراف الطبيب، مضيفًا: "قد يشعر المرضى بأن الأمر غير منطقي في البداية، لأنهم يعتقدون أن المسكن هو الحل وليس المشكلة؛ لكن بمجرد التوقف، يبدأ الصداع بالتحسن تدريجيًا".
اقرأ أيضا: هل يشير صداع الكرياتين إلى مشكلة أكبر؟ نصائح لتجنب المضاعفات
وينصح الخبراء أيضًا بالاحتفاظ بـ"مفكرة يومية للصداع لتسجيل عدد الأيام التي يحدث فيها الألم ونوع الدواء المستخدم، مما يُساعد الطبيب في تشخيص الحالة بدقة".
ويقول بومغاردت: "من المفارقات أن التوقف عن الدواء هو ما يُعيد للمريض راحته؛ فقط عند الابتعاد عنه، يُدرك الكثيرون أن الدواء الذي وثقوا به كان يُغذي ألمهم كل يوم".
