رسالة إلى المستقبل.. عادة بسيطة تعيد ترتيب حياتك كل عام
أكدت الدكتورة إيرين كلابو، أستاذة علم النفس وعالمة الأعصاب في جامعة فرجينيا، أن كتابة رسالة إلى الذات المستقبلية مرة واحدة سنويًا تُعد من أكثر العادات فاعلية في تعزيز الصحة النفسية والتوازن الشخصي.
وفي تقرير نشره موقع CNBC، كشفت إحدى الكاتبات عن ممارستها لهذه العادة منذ عام 2022، حيث تكتب رسالة إلكترونية إلى نفسها وتضبط توقيت إرسالها لتصل بعد عام كامل. وعندما تتلقاها، تجد فيها انعكاسًا لما كانت تأمله قبل 365 يومًا، وما تحقق بالفعل من تلك التطلعات.
في إحدى الرسائل التي كتبتها في أكتوبر 2023، قالت لنفسها: "أنتِ تستحقين الأفضل دائمًا. وإذا كان ذلك يعني الانتقال إلى مسكن جديد، فأنا واثقة أنه سيتحقق".
وبعد عام، كانت تقرأ تلك الكلمات من داخل شقتها الأولى، تغمرها السعادة.
الرسائل لا تقتصر على الأهداف، بل تتضمن لحظات عفوية، مثل ذكرها أنها تستمع إلى أغاني ستيفي وندر، لتكتشف لاحقًا أنها حضرت حفلة له قبل أيام من وصول الرسالة.
أوضحت كلابو أن هذه الممارسة تساعد على مراجعة القيم والأولويات، وتمنح فرصة للنمو والتغيير.
وأضافت: "فكرة أنك ستعود يومًا ما لقراءة هذه الرسالة لا تقل أهمية عن كتابتها نفسها".
ورغم أنها لا تفضل تحديد أهداف دقيقة، إلا أنها تشجع على كتابة نيات عامة ومفتوحة، مع الكثير من التعاطف واللطف تجاه الذات.
وترى أن الرسالة تعمل كبوصلة توجه الفرد نحو الحياة التي يرغب بها، مشيرة إلى أن الإيمان بما نفعله يحدث فرقًا كبيرًا، تمامًا كما يحدث مع تأثير الدواء الوهمي.
كيف تكتب رسالة فعالة إلى نفسك المستقبلية؟
تنصح كلابو بطرح مجموعة من الأسئلة عند كتابة الرسالة، منها:
- ما الذي يسير بشكل جيد في حياتي؟
- ما الذي لا يسير كما أريد؟
- كيف أنفق وقتي وطاقتي ومواردي؟
- ما هي أولوياتي وقيمي؟
وتؤكد أن هذه الأسئلة تساعد على إعادة توجيه الحياة نحو ما يتماشى مع القيم الشخصية، وتمنح فرصة للتأمل في المسار العام بعيدًا عن ضغوط الإنجاز السريع.
رغم توصيتها بكتابة رسالة واحدة على الأقل سنويًا، إلا أن كلابو تشجع أيضًا على وجود "نقاط مراجعة صغيرة" خلال العام.
وتشارك تجربتها الشخصية، حيث تكتب لنفسها في دفتر يومياتها عندما تمر بظروف صعبة، وتضع الرسالة في صفحات لاحقة لتصادفها لاحقًا في أثناء الكتابة.
في تلك الرسائل، تؤكد لنفسها أنها تبذل جهدها، وتكتب عن المشاعر التي تأمل أن تصل إليها حين تقرأ الرسالة لاحقًا. وتختم بالقول: "تحديد النيات يصنع فرقًا. وأعتقد أن هذه العادة تصلح لكل الناس، مهما كانت خلفياتهم".
