بعد أكثر من قرن من الغموض.. العثور على ماسة فلورنتين الأسطورية في كندا
في اكتشاف تاريخي هزّ عالم المجوهرات والملكية الأوروبية، أُعلن عن العثور على "ماسة فلورنتين Florentine Diamond"، المفقودة منذ أكثر من مائة عام داخل خزنة بنك في كندا، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
الماسة الشهيرة، التي يبلغ وزنها 137 قيراطًا وتتميّز بلونها الأصفر الفاتح، كانت جزءًا من مقتنيات عائلة هابسبورغ الإمبراطورية، بعد أن انتقلت إليهم في القرن الثامن عشر من أسرة ميديتشي الإيطالية العريقة.
معلومات عن ماسة فلورنتين

تعود بداية لغز الماسة إلى عام 1918، عندما سقطت إمبراطورية النمسا-المجر في أعقاب الحرب العالمية الأولى، حينها، أرسل الإمبراطور تشارلز الأول الماسة وعددًا من الجواهر الإمبراطورية إلى سويسرا لحمايتها أثناء نفيه.
اقرأ أيضًا: رونالدو يخطف الأنظار بساعة بولغري مرصعة بـ451 ماسة
وبعد وفاته في جزيرة ماديرا البرتغالية، انتقلت زوجته الإمبراطورة زيتا من بوربون-بارما وأبناؤها إلى إسبانيا ثم بلجيكا، قبل أن يضطروا للفرار مجددًا مع صعود النازية في أوروبا.
وفي عام 1940، حملت زيتا الجواهر، ومن ضمنها ماسة فلورنتين، داخل حقيبة كرتونية صغيرة إلى الولايات المتحدة ثم إلى كندا، حيث استقرت العائلة في مقاطعة كيبيك.
ويقول حفيد الإمبراطور، كارل فون هابسبورغ-لوثرينغن: "أعتقد أن جدتي وضعت الحقيبة في خزنة بنكية، وبقيت هناك لعقود طويلة. لم تُرد أن تُكشف القصة في حياتها".
وأكّد كريستوف كوشرت، حفيد صائغي البلاط الإمبراطوري النمساويين، أن الحجر حقيقي بعد مطابقة قصّته مع الرسومات التاريخية وإخضاعه لاختبار إلكتروني للتحقق من تركيبته.
ويُعد هذا الاكتشاف أحد أبرز الأحداث في تاريخ المجوهرات الأوروبية، إذ ظل مصير الماسة لغزًا تناقلته الأجيال بين نظريات السرقة والاختفاء أثناء الحرب العالمية الثانية.
عائلة هابسبورغ عبّرت عن رغبتها في عرض الماسة داخل كندا تكريمًا للبلد الذي آوى الإمبراطورة وعائلتها، إلا أن الحكومة النمساوية أعلنت فتح تحقيق فوري لتحديد الملكية القانونية للحجر.
اقرأ أيضًا: اكتشاف ألماسة وردية نادرة تزن 7.5 جرام في بوتسوانا
وقال نائب المستشار النمساوي أندرياس بابلر: "إذا ثبت أن ماسة فلورنتين هي ملك للجمهورية النمساوية، فسنبدأ إجراءات استعادتها فورًا".
ومع عودة الماسة الأسطورية إلى دائرة الضوء، يعود معها فصلٌ من التاريخ الأوروبي الإمبراطوري، حافل بالغموض، ليذكّر بأن بعض الكنوز لا تضيع، بل تنتظر اللحظة المناسبة لتُروى قصتها من جديد.
