تحفة الغرير "وديان": سيمفونيّة المكان بين صمت الرمال وهمس الجمال الخالد
العيش الراقي ليس صدى للترف، بل نغمة تُعزَف بإتقان الحِرفة، وذوق يعرف كيف ينسج الجمال من التفاصيل. إنه فنّ ابتكار المساحات التي تتحدّث بلغة الضوء والظلّ، وتتنفس أناقة لا يبهت بريقها مع الزمن.
في عالمٍ باتت فيه الفرادة هي الترف الحقيقي، والخصوصية عملة الندرة، تظلّ أسماء قليلة وحدها قادرة على صياغة هذا المعنى، ومن بينها يتلألأ اسم “عائلة الغرير”، رمز الفخامة الأصيلة التي لا تكتفي بتشييد المباني، بل تُقيم حوارًا راقيًا بين الحلم والواقع، وبين الإنسان والمكان.
في دبي، المدينة التي أتقنت لغة الابتكار، يبرز عند قمة هذا التطور اسم “الغرير”، الذي أصبح مرادفًا للرؤية والثقة والإرث المستدام. فعلى مدى أكثر من ستة عقود، شكّل هذا الاسم ركنًا أساسيًا في نهضة دبي، مساهمًا في رسم ملامح أفقها وبناء مؤسّساتها وصياغة أسلوب حياتها العصري.
ومع التطور المستمر للمدينة وتزايد الطلب على أسلوب حياة استثنائي يجمع بين الرفاهية والفن المعماري، تواصل “الغرير” مسيرتها بخطوة جديدة وجريئة نحو المستقبل عبر إطلاق “مجموعة الغرير – Al Ghurair Collection”، وهي محفظة من المشاريع السكنية فائقة الفخامة تجسّد ذروة فلسفتها التطويرية القائمة على الأصالة والفن الراقي.
وتبدأ هذه الرحلة بمعلم استثنائي هو “وديان”، الإقامة الفاخرة الواقعة على قناة دبي المائية، والتي تحمل توقيع المعماري الياباني العالمي كينغو كوما (Kengo Kuma)، في أول مشروع له داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، ليُضيف فصلا جديدًا من الإبداع إلى المشهد العمراني في دبي.
اقرأ أيضاً: سحر الطواحين والفخامة الهولندية: دليل المدن والفنادق والتسوق
القوة الدافعة وراء الرؤية
يمثل إطلاق “مجموعة الغرير” تتويجًا طبيعيًا لمسيرة حافلة بالريادة، إذ سجلت المجموعة على مدى عقود سلسلة من “الأوائل” في دبي.
فمن تأسيس أول بنك خاص عام 1967، وأول شركة تأمين عام 1975، إلى إحداث ثورة في قطاع التجزئة عام 1981 عبر إطلاق أول مركز تجاري متعدد الاستخدامات في المنطقة، رسّخت العائلة إرثًا رياديًا لا يُضاهى في مسيرة التطوير الاقتصادي والعمراني للإمارة.
ولم يتوقّف إسهام المجموعة عند حدود القطاع التجاري، بل امتد ليشمل تشكيل معالم المدينة الأساسية، من خلال مشاركتها في مشاريع عملاقة مثل “مترو دبي” وتنفيذ الواجهات الزجاجية لبرج خليفة. كما شيّدت وأدارت حتى اليوم أكثر من 20 ألف وحدة سكنية وتجارية، إلى جانب نحو ألف غرفة فندقية ووحدة متكاملة الخدمات، ما يعكس حضورها الراسخ في مختلف القطاعات الحيوية.
وبهذا الإرث الغني والطموح، تبدأ المجموعة فصلاً جديدًا يصفه سلطان الغرير، الرئيس التنفيذي لشركة “الغرير للتطوير”، بأنه “انعكاس واضح لالتزام الشركة بالمساهمة في تطوير دبي”.
ويضيف: “مع تحوّل المدينة لتصبح واحدة من أكثر الوجهات حيوية ونجاحًا في العالم، واستقطابها المتزايد للمقيمين المتميزين من مختلف أنحاء العالم، حان الوقت لتقديم ما نراه التعبير الأمثل عن أسلوب حياة استثنائي في قلب المدينة”.
أما جون إيوسيفيديس (John Iossifidis)، الرئيس التنفيذي لـ“مجموعة الغرير”، فيصف إطلاق المجموعة بأنه “محطة مفصلية في مسيرة القطاع العقاري في دبي، تجسّد الرؤية الاستراتيجية المستقبلية للمجموعة، التي تدخل هذا المجال مدعومةً بإرثٍ عريقٍ يزيد عن ستة عقود، بُني على الثقة والابتكار، والالتزام الراسخ بالجودة والتميّز”.
ويأتي إطلاق “وديان” في توقيت استثنائي يشهد فيه سوق العقارات الفاخرة في دبي نموًا غير مسبوق. ففي النصف الأول من عام 2025، بلغت قيمة الصفقات العقارية نحو 431 مليار درهم، بزيادة سنوية قدرها 25%، بينما تضاعفت مبيعات المنازل التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين درهم بأكثر من أربعة أضعاف خلال السنوات الأخيرة.
ويعد هذا النمو مؤشرًا واضحًا على الجاذبية المتزايدة لدبي لدى العائلات الراقية من مختلف أنحاء العالم، الباحثة عن إقامة دائمة في مساكن راقية بتصاميم متميّزة تجمع بين الفخامة والفكر المعماري المتقدّم.
سيد العمارة: الحوار الأول “لكينجو كوما” مع الصحراء
في سعيها لتحويل الرؤية إلى واقع، انطلقت المجموعة في البحث عن مهندس معماري يشاركها التزامها بالأصالة وحرصها الشديد على الاهتمام بأدق التفاصيل.
وقد قادها هذا البحث إلى اسم استثنائي، مهندس صاحب رؤية ثاقبة وسجل حافل بالإنجازات الأيقونية مثل الإستاد الوطني”في طوكيو“ ومتحف الفن الشعبي بأكاديمية الصين للفنون، والمعروف عالميًا بنهجه الذي يزاوج بين العمارة والطبيعة. وهكذا بدأت رحلة فريدة من نوعها.
في مشروع “وديان” جسّد المهندس “كينجو كوم” فلسفته في الجمع بين العمارة والطبيعة من خلال تصميم واجهة مستوحاة من حركة الماء والرمال. بحيث تعكس ملامح الواجهة المتعدّدة الطبقات وأشكالها المتناغمة الإيقاع الطبيعي للصحراء والوديان في حوار بصري مذهل بين البيئة والعمران بأسلوب “كوما” المميز، ليخلق بذلك مبنى هو الأول من نوعه في المدينة.
ولأن المبنى، كما وصفه كوما، “جسر بين الجماليات اليابانية وروح دبي”، فقد ارتكزت الفلسفة التصميمية على الوصل، وصل الإنسان بالمكان، ووصل العمارة بالطبيعة، ووصل التفاصيل بالحس الفني العميق. ومن خلال الخطوط الناعمة والضلال الهادئة التي تنساب على الواجهة والتراسات والمساحات، أبدع “كوما” في تحفة فنية تضاف إلى سجل روائع دبي المعمارية.
وديان: مخطط عمودي لحياة مثالية
بارتفاع يصل إلى ٤٦ طابقًا، يضم “وديان” ١٤٩ وحدة سكنية تشمل مزيحًا من الشقق المكونة من ثلاث أو أربع أو خمس غرف نوم، بالإضافة إلى ٢ “بنتهاوس” يشغل كل منهما طابقًا كاملاً، وفيلا سماوية تمتد على ثلاثة طوابق.
تتميّز الوحدات بمساحات خارجية واسعة مصممة لتكون متعددة الإستخدامات، توفر أقصى درجات الراحة وتمنح المقيمين أسلوب حياة متكاملاً.
وتشمل المزايا الأخرى مطبخًا إضافيًا منفصلاً عن المطبخ الرئيس، يمكّنه من استضافة حفلات عشاء فاخرة، فضلاً عن زجاج خاص يحمي الأعمال الفنية من الأشعة فوق البنفسجية.
كما تضم مجموعة مختارة من الوحدات السكنية أجنحة مستقلة مستوحاة من بيوت الشاي اليابانية، يمكن تعديلها بسهولة لتناسب احتياجات السكان، سواء كأماكن للتأمل أو كاستوديوهات تسجيل فريدة من نوعها.
اقرأ أيضاً:حيث تلتقي المغامرة بالترف.. دليل نُزل ومنتجعات الأمازون الاستثنائيّة
التصميم والتنسيق: خبرات عالمية مبدعة
وحرصًا على تحقيق أعلى معايير الجودة في أدق التفاصيل، تعاونت مجموعة “ الغرير” مع أكثر من ٣٠ خبيرًاِ ومتخصّصًا في مجالات الإضاءة والمطابخ والواجهات ومواقف السيارات لوضع تصور متكامل لجوانب الحياة الإستثنائية كافة.
وتم تنفيذ التصميم الخارجي والتنسيق بين المساحات الخضراء والمائية بالتعاون مع شركة “جوتافسون بورتر + بومان” بحيث تم دمج المساحات الخضراء والمسطّحات المائية في كل طابق من المبنى. وتخلق الشرفات المزروعة بعمق والممرات الخافتة “حدائق في السماء”، تعزّز خصوصية السكان، بينما تم اختيار النباتات بعناية لتتلائم مع مناخ دبي مثل الصبار، نخيل بيسمارك ونباتات الثلج المتدلية.
وعلى المستوى الأرضي. تضفي الممرّات الخضراء والمناظر المائية المتلألئة لمسات جمالية تعزز روعة “قناة دبي المائية” وتخلق إمتدادًا طبيعًا يربط المشروع بسحر المدينة.
مرافق متكاملة لأسلوب حياة متكامل
يقدم مشروع “وديان” أكثر من 65,000 قدم مربعة من المرافق الفاخرة، صُمِّمت بعناية عبر مستويات متعدّدة من المبنى لتلبية احتياجات السكان وتوفير أسلوب حياة استثنائي يجمع بين الراحة والرفاهية في أبهى صورها.
الواحة (The Oasis): تجربة استقبال راقية تحيط بها المساحات الخضراء والمسطحات المائية، تقود الزوار إلى موقف سيارات فخم مزوّد بنظام متطور للتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، ما يضمن تجربة دخول أنيقة ومريحة منذ اللحظة الأولى.
الشاطئ والوادي (The Shore & The Valley): يقعان في الطابقين الثاني والثالث، ويقدمان مساحات ديناميكية للحياة الاجتماعية والنشاطات العائلية، مع مرافق مخصّصة للترفيه والاستجمام، وتنظيم الفعاليات الخاصة واستضافة الضيوف في أجواء راقية.
الكهف (The Cave): في الطابق السابع عشر، يشكّل هذا الفضاء ملاذًا هادئًا مكرّسًا للاسترخاء والعناية بالصحة والعافية، بحيث تلتقي الفخامة بالسكينة في تناغم تام.
الجبل (The Mountain): في الطابق السادس والثلاثين، يوفّر مساحة راقية ومتميّزة للاجتماعات الخاصة واللقاءات ذات المستوى الرّفيع، تعكس روح المشروع في الدمج بين الخصوصية والفخامة.
وتكتمل تجربة “وديان” بمرافق إضافية تشمل غرف علاج خاصّة تتيح للسكان استقدام معالجيهم الشخصيين، استوديو بيلاتيس، غرفة بودكاست، ومرافق تدريب للملاكمة، لتوفير بيئة متكاملة تعزّز التوازن بين الجسد والعقل.
كما تم تزويد المبنى بأنظمة متطورة لتنقية الهواء والمياه، لضمان صحة السكان ورفاهيتهم المستدامة في شتّى تفاصيل الحياة اليومية.
اقرأ أيضاً: أرقى وجهات السفر الفاخرة في قلب الصحاري: تجربة الهدوء والمغامرة
على ضفاف قناة دبي، حيث يلتقي الماء بالأفق، ينبثق مشروع “وديان” كرمزٍ للانسجام بين الطبيعة والحياة العصرية. فموقعه الاستثنائي، الذي يربط بين أبرز أحياء دبي ويضع العالم بأسره في متناول السكان، يعكس جوهر روح المدينة النابضة بالإبداع والطموح، تلك الروح التي ألهمت مجموعة الغرير منذ بداياتها الأولى.
ومن خلال هذا الإطلاق، تواصل المجموعة رحلتها في رسم ملامح المستقبل، لتؤكد أن الفخامة الحقيقيّة ليست في الحجر أو المظهر، بل في أسلوب الحياة ذاته، وتحديدًا عندما تتحول العمارة إلى فن، والمكان إلى تجربة، والسكن إلى حياة تنبض بالجمال والانسجام.
