بيل غيتس: تحسين حياة الناس أولى من الهلع المناخي
دعا الملياردير بيل غيتس العالم إلى تبنّي نهج أكثر واقعية في مواجهة تغير المناخ، محذرًا من أن الخطاب الكارثي السائد حول “الرؤية المتشائمة لأزمة المناخ” يوجّه الاهتمام والموارد بعيدًا عن القضايا الأهم في تحسين حياة البشر، خاصة في الدول الأكثر فقرًا.
أوضح غيتس في مذكرة نشرها في عيد ميلاده السبعين، أن العالم ينشغل بشكل مفرط بالأهداف قصيرة مدى لخفض الانبعاثات، بدلًا من تعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية التي يمكنها تحسين قدرة المجتمعات على التكيّف.
وكتب في مذكرته: "تغير المناخ لن يؤدي إلى فناء البشرية، فمعظم الناس سيتمكنون من العيش والازدهار في الأرض لفترة طويلة قادمة".
وأشار غيتس إلى أن المطلوب هو “تحول استراتيجي” يعيد توجيه الجهود نحو دعم الصحة والزراعة والتنمية الاقتصادية في المناطق الهشة، معتبرًا أن هذا النهج أكثر فاعلية واستدامة من التركيز الحصري على تقليل ارتفاع درجات الحرارة.
قال غيتس: إن المعيار الأهم من كل مؤشرات المناخ هو تحسين حياة الناس وتقليل معاناتهم.
ورأى أن التحديات الكبرى مثل الفقر والأمراض المعدية تمثل تهديدات أكثر مباشرة من تغير المناخ بالنسبة لسكان الدول النامية.
وأشار إلى أن تحقيق التقدم في مجالات مثل الزراعة والرعاية الصحية يمكن أن يعزز مناعة تلك الدول ضد آثار المناخ بشكل طبيعي، موضحًا أن التنمية نفسها تعد وسيلة فعالة في التكيف المناخي.
الأرقام المتوقعة للانبعاثات
استشهد غيتس ببيانات من وكالة الطاقة الدولية تُظهر أن الانبعاثات المتوقعة لعام 2040 ستنخفض من 50 إلى 30 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون خلال عقد واحد، أي بنسبة تتجاوز 40%.
وأرجع هذا التقدم إلى التطور التكنولوجي في الطاقة الشمسية والرياح وتخزين البطاريات والسيارات الكهربائية، التي أصبحت تكلفتها مقاربة أو أقل من بدائل الوقود .
ورغم هذه الإيجابيات، أقر غيتس بأن درجات الحرارة العالمية قد ترتفع بين 2 و3 درجات مئوية بحلول عام 2100، متجاوزة حد 1.5 درجة الذي نصت عليه اتفاقية باريس، لكنه اعتبر هذه الزيادة قابلة للتكيف إذا تم توجيه الموارد بشكل ذكي نحو حماية الفئات الأضعف.
