اللحم قليل الدهن أم الدسم.. أيهما أفضل لبناء العضلات؟
هل يمكن أن يعتمد نمو عضلاتك على نوع البروتين الذي تتناوله؟ تشير دراسة حديثة إلى أن الإجابة هي نعم. فقد أظهرت أبحاث جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن البروتين الحيواني الخالي من الدهون يحقق نتائج أفضل في بناء العضلات مقارنةً بالبروتين الغني بالدهون، حتى عند تناول الكمية نفسها.
أجرى الباحثون التجربة على 16 شابًا نشطًا مارسوا تمارين مقاومة، ثم قُسّموا إلى ثلاث مجموعات: تناولت الأولى لحم قليل الدهن، والثانية لحمًا عالي الدهون، والثالثة وجبة كربوهيدراتية مرجعية. بعد التمرين، تم قياس مؤشرات تخليق بروتين العضلات لمعرفة تأثير كل وجبة على عملية التعافي العضلي.
فوائد البروتين الخالي من الدهون
أظهرت نتائج الدراسة التي موّلتها منظمة "Pork Checkoff" لتصنيع اللحوم أن كلًا من اللحم قليل وعالي الدهون ساهم في زيادة تخليق البروتين العضلي بعد التمارين مقارنةً بالكربوهيدرات، لكن اللحم قليل الدهن تفوّق بشكل ملحوظ في تحفيز نمو الأنسجة العضلية الجديدة.

ورغم أن اللحم عالي الدهون احتوى على الكمية نفسها من البروتين (20 غرامًا)، فإن الباحثين رجّحوا أن محتوى الدهون المرتفع أثر سلبًا على سرعة امتصاص الأحماض الأمينية، ما قلّل من كفاءة عملية البناء العضلي.
تُشير النتائج إلى أن تركيب البروتين وجودته أكثر أهمية من مجرد كميته أو محتواه من السعرات الحرارية، خاصةً في مرحلة ما بعد التمرين، حيث يحتاج الجسم إلى بروتين سريع الامتصاص لتحفيز عملية الإصلاح العضلي.
جودة البروتين لبناء العضلات
أحد أبرز استنتاجات الدراسة هو أن البروتين الحيواني الكامل يُحفّز تخليق العضلات حتى دون الحاجة إلى ارتفاع مستويات الأنسولين، بخلاف الكربوهيدرات التي تُحدث زيادة سريعة في سكر الدم.
وذكرت الباحثة كريستين هيكس-روف، مديرة قسم التغذية البشرية في المجلس الوطني للحوم: “تشير النتائج إلى وجود تفاعل داخل مصفوفة الغذاء نفسها، ما يعني أن العناصر الغذائية الأخرى في اللحم قد تُؤثر في كيفية امتصاص الجسم للبروتين.”
وأضافت أن هذه النتائج تفتح الباب أمام دراسات جديدة حول دور المكونات الدقيقة في الأغذية الكاملة مثل الفيتامينات والدهون الطبيعية في تعزيز كفاءة البروتين الحيواني.
اقرأ أيضا: خبراء تغذية: الإفطار الغني بالبروتين يحارب التوتر ويُنظم الطاقة
توصي الدراسة بأن يعتمد الرياضيون على وجبات متوازنة تحتوي على بروتين حيواني عالي الجودة بعد التمرين، مع تقليل الدهون الزائدة لتحسين الامتصاص والاستفادة. وتشمل المصادر الجيدة للبروتين قليل الدهن: الدجاج، السمك، لحم الأبقار قليل الدهن، والبيض.
كما تُظهر النتائج أن الكربوهيدرات ليست ضرورية دائمًا لتحفيز تعافي العضلات، ما يُعد خبرًا جيدًا لأولئك الذين يتّبعون أنظمة منخفضة الكربوهيدرات أو مرتكزة على الصحة الأيضية.
ويؤكد الباحثون أن “20 غرامًا من البروتين الحيواني عالي الجودة كافية لتعزيز نمو العضلات بعد التمرين، بشرط أن يكون مصدره خاليًا من الدهون الزائدة ومتكامل الأحماض الأمينية.”
