اختبار "+30" يثير الجدل.. هل يمكن حقًا معرفة عمر جسدك في لحظات؟
أثار تحدي Over 30 Test المنتشر على منصة TikTok موجة واسعة من النقاش بعد زعمه أنه يكشف العمر البيولوجي خلال خمس ثوانٍ فقط، عبر قيام الشخص بالقفز من وضع الركوع إلى وضع الوقوف الكامل.
التحدي، الذي جذب ملايين المشاهدات، افترض أن من يتمكن من أداء الحركة بسلاسة لا يتجاوز عمره البيولوجي ثلاثين عامًا، بينما من يعجز عنها يعدّ أكبر سنًا بيولوجيًا.
العلاقة بين اللياقة والشيخوخة
الأستاذ لويجي فونتانا بجامعة سيدني، وهو من أبرز الباحثين في مجال طب طول العمر، وصف التحدي بأنه «ادعاء خالٍ من الأدلة العلمية» و«محض دعاية رقمية».
وأوضح أن القدرة على القفز من وضع الركوع لا تقيس العمر البيولوجي، بل تعكس بساطة القوة العضلية والتوازن والمرونة والخبرة الحركية لدى الشخص.
وأضاف أن هذه المقاطع المنتشرة على الإنترنت تقدّم مفهومًا مضللاً للعمر البيولوجي، وتبسط عملية الشيخوخة المعقدة إلى مجرد حيلة جسدية لا معنى طبي لها.
وبيّن الأستاذ فونتانا أن تحديد العمر البيولوجي الحقيقي يتم عبر أدوات بحثية دقيقة تشمل الساعات الجينية، والتحاليل البروتينية والتمثيلية، وتقنيات metabolomics وepigenetic clocks، موضحًا أن أي اختبار جسدي بسيط لا يمكن أن يعكس بدقة عمر الجسم الداخلي. ولفت إلى أن الاهتمام الشعبي بالموضوع يعكس رغبة كثيرين في إطالة فترة الصحة وليس فقط العمر الزمني.
تأثير العادات الصحية على العمر
من جانبه، حذّر اختصاصي العلاج الفيزيائي الأسترالي لايث كنين من محاولة أداء التحدي دون استعداد بدني مسبق، مبينًا أنه قد يؤدي إلى إصابات حادة في الركبتين أو الوركين أو أسفل الظهر.
وأضاف أن الحركة تتطلب قوة عالية في الوركين والفخذين وعضلات الجذع، وهي لا تكشف سوى عن اللياقة الخاصة بتلك المناطق.
اقرأ أيضا: من ذكاء الطفولة إلى شيخوخة أطول.. رابط جيني مدهش!
وفي سياق متصل، قدّم فونتانا نصائح عملية لإبطاء عملية الشيخوخة وتحسين العمر البيولوجي بشكل علمي، أهمها اتباع نظام غذائي نباتي متوازن ومحدود السعرات، وممارسة الرياضة بانتظام بما يشمل التمارين الهوائية وتمارين المقاومة، بالإضافة إلى النوم الجيد والابتعاد عن التدخين.
كما شدد على أهمية إدارة التوتر والحفاظ على الروابط الاجتماعية، مؤكداً أن هذه السلوكيات هي ما تؤثر فعلاً على مؤشرات العمر البيولوجي وليس أي اختبار سريع على مواقع التواصل.
