ياسا تُعيد تعريف مستقبل المحركات الكهربائية بمحركٍ يزن 28 رطلاً وينتج أكثر من 1000 حصان
في إنجاز جديد يعيد رسم ملامح تكنولوجيا الدفع الكهربائي، أعلنت شركة ياسا (YASA) البريطانية، المملوكة لعلامة مرسيدس-بنز، عن تطوير محرك كهربائي فائق الكثافة لا يتجاوز وزنه 28 رطلاً (12.7 كجم) بينما يُنتج 750 كيلوواط، أي ما يعادل 1005 أحصنة.
يمثل هذا الإعلان قفزة هائلة في مجال كثافة الطاقة الكهربائية، إذ حطمت الشركة رقمها القياسي السابق المسجل في يونيو الماضي، عندما قدمت وحدة بوزن 13.1 كجم بقوة 550 كيلوواط.
محرك ياسا بقدرات خارقة
بحسب بيان الشركة، يرفع المحرك الجديد كثافة الطاقة من 42 كيلوواط/كجم إلى 59 كيلوواط/كجم، ما يجعله المحرك الكهربائي الأعلى كفاءة في العالم حتى الآن. ولتقريب الصورة، تنتج تسلا موديل إس بلايد — المزودة بثلاثة محركات كهربائية — قوة إجمالية تبلغ 1020 حصانًا. أي أن أربعة من محركات ياسا الجديدة فقط يمكنها نظريًا تجاوز هذه القوة بمرونة أكبر ووزن أقل بكثير.
لكن الشركة أوضحت أن القدرة القصوى تختلف عن القدرة المستمرة التي يمكن للمحرك الحفاظ عليها لفترات طويلة، إذ يوفر هذا النموذج قدرة مستمرة تتراوح بين 469 و536 حصانًا، وهي لا تزال أرقامًا مذهلة بالنظر إلى الوزن الخفيف والقياسات المدمجة للوحدة.

لم تكشف ياسا عن تفاصيل التصميم الداخلي للمحرك بعد، نظرًا لكونه لا يزال في مرحلة التطوير، لكنها أكدت أن الابتكار لا يعتمد على مواد نادرة أو معادن غريبة قد تُعقّد عملية الإنتاج.
ويعتمد الأداء الاستثنائي للمحرك على ثلاث ركائز أساسية:
هندسة ميكانيكية عالية الدقة لزيادة الكفاءة وتقليل الفاقد.
نظام إدارة حرارية متطور يحافظ على الأداء في درجات حرارة مرتفعة.
تغليف مُحسّن يسمح بزيادة الكثافة مع تقليل الحجم الكلي للوحدة.
سيارات مرسيدس الكهربائية القادمة
أشارت مرسيدس-بنز إلى أن محركات YASA ذات التدفق المحوري ستُستخدم في طرازها الكهربائي الفاخر AMG Super GT المرتقب. ومع أن تصميم هذا الطراز قد يختلف عن النسخة الاختبارية الجديدة، إلا أن الشركة تؤكد أن التطوير الجاري يُعدّ جزءًا من برنامجها المستقبلي لتقنيات الدفع الكهربائية فائقة الأداء.
اقرأ أيضا: ابتكار غير مسبوق: محرك بورشه W-18 يدمج الأداء والكفاءة
يُعدّ تصميم التدفق المحوري (Axial Flux) الذي تتبناه ياسا مختلفًا جذريًا عن المحركات التقليدية ذات التدفق الشعاعي (Radial Flux) المستخدمة في معظم السيارات الكهربائية الحالية. فبدلاً من توليد القوة في اتجاهٍ دائري من المحور الخارجي، تدور الطاقة في اتجاه محوري عبر قرص مسطح، ما يجعل المحرك أكثر كفاءة من حيث الوزن والمساحة، ويمنحه نسبة أداء إلى حجم غير مسبوقة.
وبينما تخضع الوحدة الجديدة لاختبارات تطوير مكثفة، يُتوقع أن تُحدث هذه التقنية تحولًا جذريًا في قطاع السيارات الرياضية الفاخرة، والطيران الكهربائي، وحتى الصناعات الدفاعية التي تتطلب حلولًا خفيفة وقوية في الوقت ذاته.
يبدو أن ياسا، بدعم من مرسيدس-AMG، في طريقها إلى إعادة تعريف مفهوم الأداء الكهربائي — ليس فقط عبر القوة المذهلة، بل أيضًا من خلال هندسة ذكية تزن أقل من حقيبة سفر صغيرة وتولد قوةً تضاهي سيارات السباق الخارقة.
