دراسة تكشف أن "الصوت المبحوح" وسيلة جذب يستخدمها الرجال والنساء على حد سواء
لطالما ارتبط ما يُعرف بـ"الصوت المبحوح" — أو فوكال فراي (Vocal Fry) — بالنساء المشهورات مثل كيم كارداشيان وباريس هيلتون، حيث يُنظر إليه كعلامة من علامات الأنوثة المبالغ فيها أو التكلّف في الكلام. لكن دراسة جديدة نشرتها جامعة ماكواري الأسترالية قلبت هذا التصور رأسًا على عقب، مؤكدة أن الرجال يستخدمون الصوت المبحوح بنفس القدر الذي تستخدمه النساء، وأنه يُعد وسيلة للتعبير عن الجاذبية أو الهيمنة الصوتية في الحوارات.
الصوت المبحوح هو نمط كلامي يتسم بصوت أجش منخفض النغمة، يظهر غالبًا في نهاية الجملة عندما تهبط النبرة إلى ترددات متقطعة وخشنة.
يُعد هذا الأسلوب شائعًا في اللهجة الكاليفورنية، لكنه انتشر عالميًا بفضل تأثير الإعلام الأمريكي ومواقع التواصل الاجتماعي.

الصوت المبحوح لدى الرجال
تقول الدكتورة جوشا بيني، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "استمعوا إلى شون كونري وهو يقول ‘بوند.. جيمس بوند’. ستسمعون ذلك الصرير المميز، لكنه ببساطة أقل وضوحًا عند الرجال."

ورغم ارتباط "فوكال فراي" في الثقافة الشعبية بالنساء، وجد الباحثون من خلال تحليل مئات العينات الصوتية المسجلة أنه لا يوجد فرق إحصائي يُذكر بين الذكور والإناث في استخدام هذا الأسلوب.
توضح البروفيسورة فيليسيتي كوكس، من قسم اللغويات في جامعة ماكواري: "يُقال منذ سنوات إن الفتيات أكثر ميلاً إلى استخدام الصوت الخشن، لكن هذه مجرد خرافة. لم تكن هناك بيانات تدعم هذا الاعتقاد، لذلك قررنا اختبار الأمر تجريبيًا."
ظاهرة الصوت المبحوح
ويشير الباحثون إلى أن السبب وراء الاعتقاد الخاطئ يعود إلى الفروقات الطبيعية في طبقة الصوت. فبينما يكون صوت المرأة عادة أعلى ترددًا، فإن الانتقال إلى النغمة المنخفضة يجعل صرير الصوت الأنثوي أكثر بروزًا للأذن البشرية، فيبدو كما لو أنه أكثر شيوعًا.
اقرأ أيضا: الرجال أم النساء الأكثر خوفًا من الظلام؟
في المقابل، يُستخدم الصوت المبحوح لدى الرجال غالبًا كرمز للثقة أو الغموض، كما في شخصيات سينمائية شهيرة مثل شير خان في "كتاب الأدغال" الذي أداه جورج ساندرز، أو جيمس بوند الذي اشتهر به شون كونري.
وخلصت الدراسة إلى أن "الصوت المبحوح" أصبح سمة لغوية وثقافية عابرة للجنسين، تُستخدم لأغراض اجتماعية وجمالية متشابهة، وليس كما كان يُعتقد حكرًا على النساء.
