الرجال أم النساء الأكثر خوفًا من الظلام؟
على الرغم من أن الخوف من الظلام يعد من التجارب التي يمر بها الأطفال، إلا أن دراسة حديثة أكدت أن هذا الخوف لا يقتصر على مرحلة الطفولة، بل يستمر مع الكثير من البالغين حتى بعد بلوغهم سن الرشد.
الاستطلاع الذي أجرته شركة Talker Research على 2000 بالغ أمريكي كشف عن أن ثلث البالغين الأمريكيين لا يزالون يشعرون بالخوف من الظلام، وهو ما يدفعهم إلى استخدام الأضواء الليلية أو الدمى المحشوة للمساعدة في التخفيف من هذا الشعور.
على الرغم من أن معظمنا يعتقد أن هذه الظاهرة تختفي بعد الطفولة، فإن الحقيقة هي أن كثيرًا من الأشخاص يظلون مرتبطين بهذه العادة مع تقدم العمر.
قد يُفاجئ البعض أن نسبة 33% من الرجال أقروا بأنهم لا يزالون يخشون الظلام، في حين أن النسبة بين النساء كانت 26% فقط. وهذه الأرقام تدل على أن الرجال أكثر تأثرًا بهذا الخوف من النساء.
أسباب الخوف من الظلام
من الغريب أن الدمى المحشوة التي نعتقد أنها ترتبط بالطفولة فقط، قد تكون جزءًا من حياة العديد من البالغين. 15% من الرجال قالوا إنهم ينامون مع دمية محشوة حتى في سن البلوغ، بينما لا تتجاوز هذه النسبة 7% بين النساء.
على الرغم من أن هذا قد يبدو غريبًا لبعض الناس، إلا أن ذلك يمثل وسيلة للراحة النفسية والطمأنينة في ظلام الليل.
من بين الأشياء التي قد تؤثر في نوم بعض البالغين هي أفلام الرعب. حيث أظهرت الدراسة أن رُبع الرجال يعانون من الكوابيس بعد مشاهدة أفلام الرعب، مقارنةً بـ 13% من النساء.
كما تبين أن الرجال يفضلون أفلام الرعب أكثر من النساء، حيث أفاد 33% منهم بأنهم يستمتعون بمشاهدتها، مقارنة بـ 24% من النساء. ومع ذلك، على الرغم من هذا الاهتمام بأفلام الرعب، فإن مشاهدة هذه الأفلام غالبًا ما تؤدي إلى كوابيس مزعجة تؤثر على نومهم.
اقرأ أيضا: كيف تتجاوز الخوف من التقدم في العمر وتعيد اكتشاف نفسك وحياتك؟
تأثير الخوف على النوم
يمكن أن يكون الخوف من الظلام محركًا رئيسيًا للعديد من المشاعر السلبية في حياة البالغين، حيث يعاني البعض من مشكلات نوم متكررة بسبب هذا الخوف المزعج. قد يرتبط ذلك أيضًا مع القلق والتوتر المرتبطين بمشاعر العزلة أو الشعور بعدم الأمان. على الرغم من أننا نعيش في عالم متقدم تقنيًا، ويُفترض أن الظلام لم يعد يشكل خطرًا، إلا أن العقل البشري لا يزال يحمل في طياته تلك الاستجابة البدائية لمفهوم الخطر الذي كان مرتبطًا بوجود حيوانات مفترسة أو تهديدات ليلية في الماضي.
إذا كانت هذه المشاعر ما زالت تؤثر على بعض البالغين، فإن التوعية النفسية وتقديم حلول للتعامل مع الخوف قد تكون جزءًا من الحلول المقترحة للتغلب على هذه المشاعر السلبية.
يتعين على الأفراد محاولة مواجهة مخاوفهم بشكل تدريجي، والعمل على تحسين نوعية النوم من خلال تقنيات الاسترخاء وتهيئة البيئة المناسبة للنوم.
