بيل غيتس يحذر من انهيار عالمي ويدعو لتعاون دولي عاجل
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتفاقم الأزمات البيئية، أطلق الملياردير الأمريكي ومؤسس شركة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، تحذيرًا شديد اللهجة، معلنًا أن "العالم يقترب من الانهيار"، وأن السنوات العشرين المقبلة ستحدد مصير البشرية.
تحذيرات بيل غيتيس من الانهيار العالمي
جاءت تصريحات بيل غيتس في مقابلة موسعة مع صحيفة "L’Express" الفرنسية، أعرب فيها عن قلقه إزاء تفكك منظومة التعاون الدولي، وسط تصاعد النزعة القومية وتراجع ميزانيات التنمية العالمية.
وأشار إلى أن الدول الغنية بدأت تنكفئ على نفسها في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الدعم، مما يهدد مستقبل دول الجنوب العالمي.
و أكد بيل غيتس أن الإغراء بالانكفاء الداخلي لم يكن أقوى مما هو عليه الآن، مشيرًا إلى أن هذا التراجع لا يقتصر على التمويل، بل يشمل أيضًا تغير المزاج السياسي والاقتصادي الذي يدفع الالتزامات الدولية إلى الهامش.
أخر تطورات الاقتصاد العالمي
وتكشف بيانات البنك الدولي أن أكثر من 570 مليون شخص قد يظلون في فقر مدقع بحلول عام 2030، ما يهدد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ورغم قتامة الصورة، يرى بيل غيتس بصيص أمل في مجال صحة الأطفال، حيث انخفض عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 12 مليون طفل في عام 1990 إلى 5 ملايين في عام 2021.
ويعتقد أنه يمكن خفض هذا الرقم إلى مليوني وفاة فقط بحلول أربعينيات هذا القرن، إذا ما استمرت الاستثمارات في الأنظمة الصحية العالمية.
وفي الوقت نفسه، يصف بيل غيتس أزمة المناخ بأنها "مضاعِفة للمخاطر"، إذ تؤدي العواصف والجفاف والفيضانات إلى تقويض عقود من التقدم التنموي.
اقرأ أيضا: كيف سيوزّع بيل غيتس ثروته البالغة 107 مليارات دولار؟
ويراهن على الابتكار التكنولوجي من خلال شركته "Breakthrough Energy"، التي تدعم أبحاثًا في مجالات التقاط الكربون والطاقة النووية المتقدمة، لكنه يحذر من أن "التكنولوجيا وحدها لا تكفي" بدون سياسات عامة ذكية وتعاون دولي.
وفي خطوة غير تقليدية، أعلن بيل غيتس عزمه على إنهاء عمل مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" خلال 25 عامًا من وفاته ووفاة زوجته السابقة ميليندا، بهدف التحرك الآن لمعالجة القضايا العالمية.
ويؤكد أن العمل الخيري يمكنه ملء الفراغات التي تعجز السياسات عن معالجتها، لكنه لا يمكن أن يحل محل دور الحكومات.
وقال: "الحكومات يجب أن تقود.. لكن العمل الخيري يمكنه أن يتحرك بسرعة، ويخاطر، ويملأ الفراغات التي لا تجرؤ السياسة على الاقتراب منها".
