مجوهرات بلا وطن.. هل تتحول كنوز فرنسا المسروقة إلى مجرد أحجار مجهولة؟
نفذ أربعة لصوص سرقة جريئة في متحف اللوفر أمس الأحد، حيث تمكنوا من سرقة ثماني قطع من مجوهرات التاج الفرنسي الإمبراطورية، التي "لا تقدر بثمن".
وأثارت هذه الحادثة العديد من التساؤلات حول كيفية التعامل مع هذه الكنوز التاريخية.
وفي تعليق له على الحادثة، قال تيم كاربنتر، الخبير السابق في وحدة جرائم الفن بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن اللصوص الذين نفذوا السرقة كانوا على دراية تامة بالقيمة الثقافية العالية للقطع المستهدفة.
اقرأ أيضًا: في عملية سطو نادرة: تعرف على المجوهرات التي سرقها اللصوص من متحف اللوفر
وأضاف كاربنتر أن هذه القطع تمثل رمزًا وطنيًا لفرنسا، وأن العصابة كانت تدرك تمامًا أهمية هذه الكنوز بالنسبة للشعب الفرنسي.
وحذر كاربنتر من أن مصير هذه الحلي قد يشمل صهرها بالكامل أو تفكيكها جزئيًا، حيث يقوم اللصوص بإزالة الأحجار الكريمة من التيجان وتقطيعها لتقليل فرص التعرف عليها، ثم تسويقها كقطع فردية في أسواق سوداء دولية.
ورغم التفاؤل المحدود، أعرب كاربنتر عن أمله في استعادة القطع المسروقة قبل أن تختفي إلى الأبد.
مسروقات متحف اللوفر
وقعت سرقة اللوفر بين الساعة 9:30 و9:40 صباحًا (7:30 و7:40 بتوقيت غرينتش)، باستخدام شاحنة مجهزة برافعة هيدروليكية تم ركنها على رصيف نهر السين المجاور.
واستغل اللصوص الرافعة للصعود إلى نافذة الطابق الأول، حيث قاموا بتحطيمها باستخدام جهاز قص معدني محمول.
وبعدها، اقتحم اثنان منهم قاعة أبولون الشهيرة التي تحتوي على مجوهرات التاج، حيث قاموا بتكسير واجهتين زجاجيتين مزودتين بأنظمة أمان متطورة، ليتمكنوا من سرقة ثمانية قطع رئيسية من المجوهرات.
وأفادت وزارة الثقافة الفرنسية بأن القطع المسروقة تعود جميعها إلى القرن التاسع عشر، وتشمل عقد ياقوت للملكة ماري-إميلي، زوجة لوي فيليب الأول، المكوّن من ثمانية أحجار ياقوت و631 ماسة؛ عقد زمرد من طقم ماري لويز، زوجة نابليون الأول، الذي يحتوي على 32 زمردًا و1138 ماسة؛ بالإضافة إلى تاج أوجيني، زوجة نابليون الثالث، الذي يحتوي على نحو 2000 ألماسة، والذي سقط في أثناء فرار اللصوص.
وأكدت المدعية العامة لباريس، لور بيكو، أن الجناة كانوا ملثمين بالكامل وفروا على دراجات نارية، بينما أغلقت السلطات المتحف يوم الاثنين لإجراء التحقيقات، مع استمرار الشرطة الفرنسية في البحث عنهم.
وأوضح وزير الداخلية لوران نونيز أن العملية استغرقت 7 دقائق فقط، مشيرًا إلى أن الجناة كانوا "متمرسين محترفين" وربما أجانب، ولهم تاريخ في سرقات فنية مماثلة.
وقد أثارت سرقة اللوفر، أكبر متحف في العالم الذي يستقطب نحو 9 ملايين زائر سنويًا (80% منهم من الأجانب)، اهتمامًا دوليًا كبيرًا، إلى جانب جدل سياسي داخل فرنسا حول ضعف أنظمة الحماية والمراقبة في المتاحف الوطنية.
وأقر نونيز بوجود "ثغرات كبيرة" في الإجراءات الأمنية، خصوصاً بعد سلسلة من السرقات في متاحف فرنسية أخرى، مطالبًا بإصلاحات عاجلة لتعزيز حماية التراث الثقافي.
