ابتكار سعودي يستخدم البن الخولاني في ضمادة طبية مقاومة للبكتيريا
في إنجاز وطني جديد يعكس مكانة الكفاءات السعودية في مجالات البحث العلمي والابتكار الطبي، نجحت الدكتورة فاطمة بنت عليان العتيبي في تطوير ضمادة طبية متقدمة مدعّمة بمستخلص البن الخولاني السعودي، تهدف إلى مكافحة الميكروبات المقاومة وتعزيز التئام الجروح بطرق أكثر أمانًا وفاعلية من النماذج التقليدية.
مميزات البن الخولاني السعودي
يعتمد الابتكار على مستخلصات نباتية من البن الخولاني المحمّص بدرجات متفاوتة، والمحضّرة بطريقة تتوافق مع أسلوب تحضير القهوة السعودية.
وأظهرت التجارب المعملية أن هذه المستخلصات قادرة على تثبيط نمو بكتيريا العنقودية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، إلى جانب أنواع أخرى من البكتيريا الممرضة، وهي من أخطر مسببات العدوى المزمنة في المستشفيات.
وأثبتت النتائج أن الضمادات المدعّمة بالمستخلص السعودي قد تفوقت بوضوح على الضمادات التقليدية في التأثير المضاد للبكتيريا، كما أظهرت قدرة أعلى على تسريع التئام الجروح بفضل خصائصها الطبيعية المضادة للأكسدة والالتهابات.
اقرأ أيضا: بنتلي وجو آند ذا جوس يجمعان الفخامة بالقهوة في شراكة مبتكرة
ويُعد استخدام البن الخولاني – وهو من أشهر أنواع القهوة المزروعة في جبال جازان – توظيفًا مبتكرًا للموارد المحلية في خدمة الطب الحيوي.
وحصلت العتيبي وفريقها البحثي على براءة اختراع أمريكية من مكتب براءات الاختراع الأمريكي (USPTO) بعنوان “Clinical Dressing Loaded with Coffee Extract”، ما يعزز مكانة المملكة في منظومة الابتكار العالمي.
كما تشرف العتيبي على عدد من المشاريع البحثية في مجالات التئام الجروح، والمضادات الميكروبية، وتقنيات الأنسجة الحيوية، إلى جانب مبادرات لتدريب الطلبة والباحثين على تحويل الأفكار العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم القطاع الصحي المحلي.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن جهود وطنية تهدف إلى توطين التقنيات الطبية الحديثة، ودمج المعرفة العلمية بالموروث الطبيعي السعودي، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في دعم البحث والابتكار.
ما هو البن الخولاني السعودي؟
يُعد البن الخولاني من أندر وأجود أنواع البن في العالم، ويُزرع في المرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة، خاصة في جبال جازان التي تتميز بمناخها المعتدل وتربتها البركانية الخصبة.
ويُعتبر هذا البن من الكنوز الزراعية السعودية التي تمتد جذورها لأكثر من 300 عام، حيث توارث المزارعون زراعته جيلاً بعد جيل، مع الحفاظ على أساليبه التقليدية في الزراعة والقطف والتجفيف.
ويتميّز البن الخولاني بمذاقه الغني ونكهته الفريدة التي تمزج بين الحموضة الخفيفة والنكهات الزهرية والكراميلية، ما يجعله مطلوبًا في المقاهي الفاخرة داخل المملكة وخارجها.
وتُعرف قهوة البن الخولاني بتحضيرها على الطريقة السعودية الأصيلة، التي تعتمد على التحميص الخفيف والطحن الناعم مع مزيج من الهيل والزعفران.
وتحظى زراعة البن الخولاني بدعم كبير من الحكومة السعودية ضمن مبادرة السعودية الخضراء وبرامج وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والمحافظة على الموارد الزراعية المحلية.
وتعمل المبادرات الحديثة على تدريب المزارعين وتطوير البنية التحتية للزراعة والتسويق، بما في ذلك تأسيس مركز البن الخولاني السعودي في جازان ليكون مرجعًا علميًا وتنظيميًا للقطاع.
