دراسة صادمة: عدم المساواة الاقتصادية يغير بنية دماغ الأطفال
كشفت دراسة علمية دولية حديثة أن العيش في مجتمعات تعاني من عدم المساواة الاقتصادية يؤثر بشكل مباشر على البنية الهيكلية لأدمغة الأطفال، بغض النظر عن المستوى المالي لأسرهم.
الدراسة التي نُشرت في دورية "نيتشر مينتال هيلث" وشملت أكثر من 8000 طفل، تقدم أول دليل ملموس على كيف يمكن لبيئة المجتمع أن تغير التطور العصبي للأطفال.
البنية الدماغية للأطفال
أظهرت نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من كينغز كوليدج لندن وجامعة هارفارد ويورك، أن الأطفال الذين يعيشون في ولايات أمريكية ذات معدلات مرتفعة من عدم المساواة الاقتصادية (يُقاس بمعامل جيني) كانوا أكثر عرضة لترقق القشرة الدماغية، وهي المنطقة المسؤولة عن الوظائف المعرفية العليا مثل التفكير واللغة والذاكرة كما لاحظ الباحثون اختلافات واضحة في المساحة السطحية للقشرة الدماغية وترابطها الوظيفي بين مختلف مناطق الدماغ، مما يشير إلى تأثير عميق لبيئة عدم المساواة على التطور العصبي.
يعتقد الباحثون أن التوتر المزمن الناتج عن العيش في مجتمعات غير متكافئة هو الآلية الرئيسية وراء هذه التغيرات الدماغية حيث يؤدي الإحساس الدائم بالتفاوت الاجتماعي والمنافسة على الموارد إلى إفراز هرمونات التوتر التي تؤثر سلباً على تطور الدماغ في مراحل الطفولة الحرجة والأهم من ذلك، أن هذه التغيرات الدماغية نفسها وسَّطت العلاقة بين عدم المساواة وزيادة خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، والتي تم رصدها بعد 18 شهراً من إجراء المسوح الدماغية.
اقرأ أيضًا: احترس: دراسة تكشف مستعمرات بكتيريا في حمامك حيث لا تتوقع
تحقيق المساواة الاقتصادية
تدعو هذه النتائج إلى إعادة النظر في السياسات الاجتماعية والاقتصادية، حيث تشير إلى أن عدم المساواة الاقتصادية لا يمثل مجرد تحدٍ اجتماعي فحسب، بل يشكل أيضاً قضية صحية عامة تؤثر على التطور العصبي للأجيال القادمة.
ويقترح الباحثون أن معالجة هذه القضية تتطلب تدخلات على مستوى السياسات العامة، مثل تعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والتعليم الجيد، مما قد يساعد في التخفيف من هذه الآثار السلبية على الدماغ النامي.
