دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز 1% من نشاط الإنترنت عالميًا
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Cyberpsychology, Behavior, and Social Networking عن مفارقة لافتة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ تبيّن أن نسبة الاستخدام الفعلي في الحياة اليومية لا تتجاوز 1% من إجمالي نشاط التصفح على الإنترنت.
الدراسة اعتمدت على تحليل أكثر من 14 مليون زيارة لمواقع إلكترونية، ووجدت أن معظم الأشخاص نادرًا ما يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي" و"مايكروسوفت كوبيلوت"، في أنشطتهم اليومية.
الباحثة إميلي ماكينلي من جامعة كاليفورنيا ديفيس، أوضحت أن الهدف من الدراسة كان تجاوز البيانات الذاتية غير الدقيقة، والاعتماد على تتبع فعلي لسلوك المستخدمين عبر متصفح "جوجل كروم" خلال فترة تصل إلى 90 يومًا، مما أتاح قياس واقعي لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: مهندس يصنع آلة موسيقية جديدة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (فيديو)
ما العلاقة بين الشخصية واستخدام الذكاء الاصطناعي؟
الدراسة كشفت أن الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف يميلون إلى امتلاك سمات شخصية تُعرف بـ"السمات المظلمة"، مثل النرجسية، والميكافيلية، والاعتلال النفسي.
في عينة الطلاب الجامعيين، الذين يُفترض أنهم أكثر تقبلًا للتقنيات الحديثة، كان استخدام الذكاء الاصطناعي أعلى قليلًا، لكنه لا يزال محدودًا، حيث شكّل 1% فقط من إجمالي زيارات المواقع.
أما في عينة الجمهور العام، فقد انخفضت النسبة إلى 0.44%، مع استمرار "تشات جي بي تي" كأكثر منصة ذكاء اصطناعي زيارة.
الارتباط بين استخدام الذكاء الاصطناعي والسمات الشخصية كان أكثر وضوحًا في فئة الطلاب، بينما كان أقل تأثيرًا في الجمهور العام، ما يشير إلى أن البيئة التعليمية قد تلعب دورًا في تعزيز هذا السلوك.
كيف يستخدم الناس الذكاء الاصطناعي في سياقهم اليومي؟
تحليل سلوك التصفح أظهر أن المستخدمين غالبًا ما ينتقلون إلى مواقع تعليمية أو مهنية بعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يدل على أن هذه الأدوات تُستخدم غالبًا كجزء من سير العمل أو الدراسة، وليس للترفيه.
اقرأ أيضًا: picoRing.. فأرة لاسلكية على شكل خاتم تفتح عهدًا جديدًا للأجهزة القابلة للارتداء (فيديو)
قبل زيارة مواقع الذكاء الاصطناعي، كان المستخدمون يتصفحون محركات البحث أو صفحات تسجيل الدخول، ما يعكس نمطًا وظيفيًا في استخدام التقنية.
الدراسة أيضًا كشفت فجوة واضحة بين ما يعتقده الناس عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي وما يحدث فعليًا، حيث أظهرت البيانات أن التقديرات الذاتية لا تتطابق دائمًا مع الواقع، وهو ما يتماشى مع أبحاث سابقة حول استخدام وسائل الإعلام.
ورغم أن الدراسة قدمت بيانات نادرة وموضوعية، إلا أنها اقتصرت على التفاعل عبر متصفح "كروم"، ولم تشمل تطبيقات الهاتف المحمول أو محتوى التفاعل داخل المنصات، ما يفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية أكثر شمولًا.
