روبوتات التوصيل والسيارات الذكية تُهدد وظائف المستقلين في أمريكا
شهدت مدينة ميامي الأمريكية مشهدًا طريفًا ومقلقًا في الوقت نفسه، حين ظهر روبوت توصيل ذكي يجوب الأرصفة وهو يحمل وجبات طعام، في إشارة رمزية إلى التحولات التي يشهدها اقتصاد العمل الحر مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية.
وتُظهر هذه التطورات كيف أصبحت السيارات ذاتية القيادة وروبوتات التوصيل جزءًا من الحياة الحضرية الحديثة، لكنها في الوقت نفسه تهدد مصدر الدخل الأساسي لملايين العاملين المستقلين حول العالم.
لطالما شكّل العمل الحر طوق نجاة للكثيرين في مواجهة البطالة أو الأزمات المالية، حيث مكّنت منصات مثل Uber وDoorDash وAmazon Flex العاملين من كسب دخل إضافي عبر أعمال مرنة وسريعة.
غير أن دخول الذكاء الاصطناعي والروبوتات المؤتمتة إلى هذا القطاع بدأ يُغيّر المعادلة، إذ يمكن لتقنيات القيادة الذاتية وروبوتات الأرصفة أن تحل محل البشر في مهام التوصيل والنقل خلال السنوات القليلة المقبلة.
أبرز الوظائف التي يهددها الذكاء الاصطناعي
وبحسب دراسة أجرتها شركة MyPerfectResume، فإن 71% من العاملين في الولايات المتحدة يعتمدون على مصادر دخل ثانوية لتغطية نفقاتهم، فيما أوضح تقرير صادر عن شركة Zety أن 55% من العاملين يعتمدون على وظائف مؤقتة لأكثر من نصف إجمالي دخلهم الشهري.
اقرأ أيضا: الذكاء الاصطناعي يغير حسابات أبل ويدفعها نحو تغييرات إدارية شاملة
هذه الأرقام تُظهر أن الأعمال الجانبية لم تعد خيارًا ترفيهيًا، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد اليومي لكثير من الأسر.
وبينما تُختبر السيارات ذاتية القيادة في عدة ولايات أمريكية، تنتشر روبوتات التوصيل الآلية في مدن كبرى مثل ميامي ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، ما يجعل تأثير الذكاء الاصطناعي ملموسًا في الشوارع قبل المكاتب.

ويرى خبراء أن هذا التطور قد يؤدي إلى اختفاء آلاف فرص العمل الحر التي يعتمد عليها عمال التوصيل والسائقون المستقلون، في وقتٍ لا تزال فيه أسواق العمل التقليدية تعاني من تباطؤ وتحديات توظيف متزايدة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف
وبحسب تقارير اقتصادية حديثة، يرسل العامل المسرّح من وظيفته في المتوسط ما بين 50 إلى 100 طلب توظيف قبل أن يحصل على فرصة جديدة، ما يجعل فقدان الأعمال الجانبية أزمة إضافية تضرب فئات واسعة من المجتمع.
وتدعو منظمات العمل والخبراء إلى توسيع النقاش العام حول أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف غير التقليدية، وليس فقط على وظائف المكاتب أو القطاعات التقنية.
ويؤكد محللون أن غياب السياسات الواضحة لتنظيم الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فجوة اقتصادية جديدة بين من يملكون مهارات رقمية متقدمة ومن يعتمدون على وظائف ميدانية بسيطة.
كما شددوا على ضرورة توفير شبكات أمان اجتماعي وبرامج تدريبية للعاملين الذين قد تتأثر وظائفهم نتيجة الأتمتة، بهدف تحقيق توازن بين الابتكار والتوظيف البشري.
