السعودية تتصدر الإنفاق العالمي باستثمارات الذكاء الاصطناعي
تحقق المملكة العربية السعودية قفزات نوعية تتجاوز المتوسطات العالمية في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، لتُرسخ مكانتها كقوة رائدة في تبني التقنية على مستوى المنطقة والعالم، مدفوعةً بالتزامها القوي بـ رؤية 2030، وذلك وفقًا لدراسة ريفرِبد العالمية لعام 2025 حول "عمليات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات".
حجم استثمارات السعودية في الذكاء الاصطناعي 2025
كشفت الدراسة أن الشركات السعودية رفعت استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بنسبة تقارب 160% على أساس سنوي، ما يجعل المملكة من أسرع أسواق التقنية نموًا عالميًا.
كما أوضحت نتائج استطلاع ريفربد أن أكثر من ربع الشركات السعودية (26%) ضخت أكثر من 50 مليون دولار أمريكي في مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال عام واحد، لتتجاوز بذلك متوسط الأسواق العالمية البالغ 18%.
تُظهر بيانات تقرير ريفربد لعام 2025 أن السعودية تتقدم على أغلب الدول المشاركة في الدراسة من حيث تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق مؤسسي واسع.
فقد شمل الاستطلاع آراء 1200 من قادة الأعمال وخبراء التقنية في 7 دول، وأبرز أن 36% من الشركات السعودية تشعر بجاهزيتها الكاملة لتطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، فيما يتوقع 78% الوصول إلى الجاهزية التامة خلال ثلاث سنوات.
أكدت ريفرِبد تكنولوجي أن رؤية 2030 أسهمت بشكل مباشر في تحويل الذكاء الاصطناعي من مشروع تقني إلى ركيزة استراتيجية للاقتصاد السعودي.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعًا من الأطباء في تقديم النصائح.. دراسة حديثة تكشف الأسباب
وتعمل المملكة على بناء بيئة رقمية متكاملة من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية السحابية، بالتعاون مع مايكروسوفت، وأمازون ويب سيرفيسز، وجوجل، وأوراكل، لإنشاء مراكز بيانات متطورة تمكّن المؤسسات من تسريع التحول الرقمي.
جاهزية المؤسسات السعودية لتطبيق الذكاء الاصطناعي
أظهر التقرير أن 63% من الشركات السعودية تعمل حاليًا على تطوير استراتيجيات بيانات شاملة لدعم عمليات الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها المختلفة.
وتُخزّن البيانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 31% في السحابة العامة، و27% في مراكز بيانات محلية، و25% في سحابات خاصة، مما يعكس التنوع الكبير في البنية التقنية داخل المملكة.
بحسب الدراسة، فإن 55% من المؤسسات السعودية أكدت أن عوائد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تفوقت على التوقعات، ما يعكس نجاح المملكة في تحقيق توازن بين التحول الرقمي والاستدامة المالية.
ويرى محللون أن هذه النتائج تُعد مؤشراً قوياً على نضوج السوق السعودي في مجال الابتكار التكنولوجي واعتماد الذكاء الاصطناعي كأداة للنمو الاقتصادي.
يرجع نجاح المملكة في التحول الرقمي إلى قدرتها على جذب استثمارات بمليارات الدولارات من كبرى الشركات العالمية، وفي مقدمتها Microsoft، Amazon Web Services، Google، Oracle.
هذه الشركات ساعدت على بناء بنية تحتية سحابية متقدمة تُعد اليوم من الأفضل في الشرق الأوسط، ما مكّن المؤسسات السعودية من تسريع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات متعددة، من الطاقة إلى التعليم والرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا: ميتا تطلق ميزة الترجمة الواقعية ومحاكاة نبرة الصوت في الريلز.. تعرف عليها
كيف تطور الشركات السعودية تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
تستخدم المؤسسات السعودية ما معدله 13 أداة مراقبة من 9 مزودين مختلفين لإدارة أنظمتها التقنية، إلا أن 98% منها تعمل حاليًا على دمج هذه الأدوات ضمن أنظمة موحدة، لرفع الكفاءة وتبسيط العمليات وتحسين الأداء العام عبر حلول الذكاء الاصطناعي.
تتجه المملكة بخطى ثابتة لتصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي والابتكار التقني بحلول عام 2030،وتشير التوقعات إلى أن استثماراتها في هذا المجال ستسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمئات المليارات، مع خلق فرص عمل نوعية في مجالات تحليل البيانات، والروبوتات، والبرمجيات الذكية.
