خبير يكشف عن آثار جانبية غير عادية لدواء شائع لإنقاص الوزن
كشف الخبير البيولوجي الأمريكي برايان جونسون (Bryan Johnson)، الذي اشتهر بتجربته المثيرة في “إعادة برمجة الجسد لإبطاء الشيخوخة”، عن آثار جانبية غير متوقعة واجهها أثناء تناوله لأدوية إنقاص الوزن من فئة GLP-1، أبرزها مونجارو (Mounjaro) وويغوفي (Wegovy).
وفي منشورٍ على منصة X (تويتر سابقًا) هذا الأسبوع، أوضح جونسون (48 عامًا) أنه كان يتناول 0.5 ملليغرام يوميًا من دواء تيرزيباتيد (Tirzepatide) — وهو المكوّن النشط في مونجارو وزيباوند (Zepbound) — لكن حالته الصحية تدهورت تدريجيًا بعد ملاحظته زيادة في معدل ضربات القلب ومشكلات في النوم.
قال جونسون إن دواء تيرزيباتيد رفع معدل نبضه أثناء الراحة بمقدار 3 نبضات في الدقيقة وخفّض من تقلب معدل ضربات القلب (HRV) بمقدار 7 نقاط، بينما رفع ليراجلوتايد (Victoza/Saxenda) معدل نبضه بمقدار 6 إلى 10 نبضات، وسيماجلوتايد (Ozempic/Wegovy) بمقدار 2 إلى 4 نبضات.
وأوضح في منشوره: “ترفع أدوية GLP-1 معدل ضربات القلب أثناء الراحة، ما قد يُضعف جودة النوم ويُقلل من تباين معدل ضربات القلب. من المهم معرفة ذلك إذا لاحظت زيادة في نبضك أو صعوبة في النوم.”
وأشار إلى أن معدل نبضه الطبيعي يتراوح عادة بين 40 و49 نبضة في الدقيقة — وهو معدل منخفض يُعرف بـ"بطء القلب"، وغالبًا ما يرتبط بالنشاط الرياضي العالي. لكن ارتفاع النبض عن هذا المعدل قد يُسبّب إجهادًا للقلب ويزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
تأثير أدوية GLP-1 على الجسم
تُعرف أدوية GLP-1 بأنها محفّزات لهرمون الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1، وتعمل على تقليل الشهية وزيادة الإحساس بالشبع عبر التأثير في مستقبلات الدماغ والأمعاء. تُستخدم هذه العقاقير تحت أسماء تجارية متعددة مثل:
مونجارو (Mounjaro) وزيباوند (Zepbound) – المادة الفعالة تيرزيباتيد
أوزيمبيك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) – المادة الفعالة سيماجلوتايد
فيكتوزا (Victoza) وساكسندا (Saxenda) – المادة الفعالة ليراجلوتايد
ورغم فعاليتها العالية في خفض الوزن وتنظيم سكر الدم، إلا أنها قد تُسبب زيادة في معدل نبض القلب أثناء الراحة، إضافة إلى آثار جانبية أخرى تشمل الغثيان والإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي.
فوائد وأضرار أدوية GLP-1
أظهرت دراسات حديثة من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن أن تيرزيباتيد يمكن أن يُقلل خطر دخول مرضى القلب للمستشفى بنسبة 58%، بينما يُقلل سيماجلوتايد هذا الخطر بنسبة 42%، كما أثبتت دراسة عام 2023 أنه أكثر فعالية بثلاث مرات من علاجات قصور القلب التقليدية.
لكن رغم هذه النتائج الإيجابية، يوضح الأطباء أن التأثيرات الفردية تختلف من شخص لآخر، خاصة لدى الأشخاص الأصحاء أو ذوي معدل دهون منخفض مثل برايان جونسون الذي يدّعي أن نسبة الدهون في جسمه تقل عن 10%.
ويحذر الخبراء من استخدام هذه الأدوية خارج نطاقها الطبي المعتمد، إذ صُممت أساسًا لمرضى السمنة والسكري، لا للأشخاص الأصحاء الباحثين عن فقدان طفيف في الوزن أو تحسين المظهر الجسدي.
اقرأ أيضًا: هل تؤثر حقن إنقاص الوزن على التذوق؟ دراسة تكشف
تقول عيادة كليفلاند إن ارتفاع معدل ضربات القلب أثناء الراحة قد يُشير إلى إجهاد الجهاز العصبي وضعف قدرته على التكيّف مع التوتر، بينما يُعدّ تباين معدل النبض (HRV) مؤشرًا حيويًا على جودة النوم وصحة القلب.
ويرى الخبراء أن الانخفاض في هذا التباين، كما حدث مع جونسون، قد يدل على عبء فسيولوجي زائد سببه الدواء.
وفي حين تواصل شركات الأدوية ترويج هذه العقاقير بوصفها “أدوية نمط الحياة الجديدة”، تُعيد تجربة جونسون النقاش حول الحدود الأخلاقية والطبية لاستخدامها من قبل غير المرضى.
