دراسة تكشف أسرار العيش حتى عمر الـ100 بصحة جيدة
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة بوسطن ضمن مشروع New England Centenarian Study، أن سرّ الوصول إلى عمر المئة وأكثر لا يتعلق فقط بالعوامل الوراثية، بل بأسلوب الحياة الذي يتبعه الأفراد منذ مراحل مبكرة.
وقالت الدكتورة ستايسي أندرسن (Stacy Andersen)، أستاذة علم الأعصاب السلوكي والمشرفة المشاركة على الدراسة، في حديثها لمجلة TIME: “هدفنا ليس أن يعيش الجميع حتى المئة، بل أن يعيشوا أعمارهم — سواء في السبعين أو الثمانين أو التسعين — بصحة ممتازة ونشاط وحيوية.”
ما الذي يفعله المعمّرون بشكل مختلف؟
أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون حتى المئة عام يشتركون في مجموعة من السمات والسلوكيات الصحية، أبرزها:
الابتعاد عن التدخين تمامًا.
اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن غني بالخضروات والفواكه.
المحافظة على نشاط بدني معتدل وممارسة الحركة يوميًا.
الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية والمشاركة في الحياة المجتمعية.
التحلي بالتفاؤل والرضا وتجنب القلق من الأمور البسيطة.
وأكدت أندرسن أن هذه الفئة من الناس لا تعيش فقط عمرًا أطول، بل تقضي سنواتها الإضافية في صحة جيدة، وهو ما تسميه الأبحاث بـ المدى الصحي للحياة (Healthspan)، أي عدد السنوات التي يعيشها الإنسان دون أمراض مزمنة أو إعاقة.
تُشير نتائج الدراسة إلى أن أسلوب الحياة يشكّل 75% من عوامل طول العمر، بينما تمثل الوراثة النسبة المتبقية.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر مقاعد الدراجة الهوائية المبطنة على الخصوبة؟ دراسة توضح
وقالت أندرسن: “الحفاظ على وزن صحي، وتناول طعام مغذٍّ، وممارسة نشاط معتدل يوميًا — يمكن أن يضيف ما يصل إلى 10 سنوات إضافية من الحياة لأي شخص.”
لكن بالنسبة للذين يعيشون حتى 105 أعوام أو أكثر، فإن العامل الجيني يصبح أكثر تأثيرًا، إذ حدد العلماء أكثر من 200 متغيّر وراثي يمنح أصحابها مناعة أقوى وقدرة أفضل على إصلاح الخلايا ومقاومة الشيخوخة.
وترى أندرسن أن أبرز ما تعلمه فريق البحث هو أن الشيخوخة ليست شيئًا يجب الخوف منه، بل مرحلة يمكن أن تُعاش بسعادة ونشاط.
“رؤية أشخاص في عمر المئة يستمتعون بحياتهم ويمارسون أنشطتهم اليومية أمر مدهش حقًا، لقد غيّر نظرتنا إلى التقدّم في السن.”
وأضافت أن العيش بصحة جيدة لا يعتمد على محاولة الهروب من الزمن، بل على التصالح معه، والاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية بقدر الاهتمام بالجسد.
