المليارديرات الأمريكيون يسيطرون على الأسواق العالمية وسط نمو مستمر للثروة
سجلت ثروة الأثرياء في الولايات المتحدة مستويات قياسية خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث بلغ صافي ثروة أعلى 1% من الأمريكيين 52 تريليون دولار، وفق بيانات حديثة صادرة عن الاحتياطي الفيدرالي. ويعكس هذا الارتفاع استفادة كبار المستثمرين بشكل كبير من انتعاش سوق الأسهم وزيادة قيمة المحافظ الاستثمارية على مدار الأشهر الماضية.
كما أضافت الفئة العليا المكونة من أعلى 10% من الأمريكيين، ممن يمتلكون صافي ثروة يزيد على 2 مليون دولار، نحو 5 تريليونات دولار خلال الربع الثاني وحده، ليصل إجمالي ثروتهم إلى 113 تريليون دولار مقارنة بـ108 تريليونات في الربع الأول.
اقرأ أيضًا: برنارد أرنو يرفض ضريبة المليارديرات: تهديد للاقتصاد أم عدالة ضريبية؟
وتشير البيانات إلى أن هذه الفئة قد أضافت أكثر من 40 تريليون دولار إلى ثروتها منذ عام 2020، مما يعكس استمرار نمو ثروة الأثرياء بوتيرة متسارعة خلال السنوات الثلاث الماضية.
كم بلغت ثروات أغنى 10% من الأمريكيين؟
وفيما يتعلق بالفئة الأكثر ثراءً، شهد أعلى 0.1% من الأمريكيين زيادة بنسبة 10% خلال العام الماضي، حيث تضاعفت ثروتهم تقريبًا منذ جائحة كوفيد-19 لتتجاوز 23 تريليون دولار. وتشمل هذه الفئة الأفراد الذين يمتلكون صافي ثروة يزيد على 46 مليون دولار، ما يعكس تركيز الثروة بشكل كبير في أيدي قلة محدودة.
ورغم هذه الزيادة الكبيرة في الثروة، بقيت نسب توزيعها مستقرة نسبيًا على مدى عقود. فقد احتفظ أعلى 1% من الأمريكيين بنسبة 29% من إجمالي ثروة الأسر في الربع الثاني، مقارنة بـ28% في عام 2000، بينما يمتلك أعلى 10% نحو 67% من إجمالي الثروة، في حين يملك باقي 90% من الأسر نسبة 33% فقط.
وفي مؤشر عالمي آخر، كشف Bloomberg Billionaires Index عن هيمنة المليارديرات الأمريكيين على قائمة أغنى رجال العالم. يتصدر القائمة إيلون ماسك بثروة صافية تبلغ 458 مليار دولار، بعد أن زادت أكثر من ملياري دولار في يوم واحد، و25.6 مليار منذ بداية العام.
وجاء مؤسس "أوراكل" لاري إليسون في المركز الثاني بثروة 342 مليار دولار، بينما حقق مؤسس "ميتا" مارك زوكربيرغ قفزة كبيرة في ثروته لتصل إلى 261 مليار دولار، بعد إضافة 54.1 مليار منذ بداية العام.
أما مؤسس "أمازون" جيف بيزوس فجاء رابعًا بثروة 245 مليار دولار، يليه مؤسس "غوغل" لاري بايج بـ214 مليار دولار، وشريكه سيرجي برين بـ200 مليار دولار.
ارتفاع قيمة الأسهم الأمريكية
تعد أسواق الأسهم المحرك الأساسي لنمو ثروة الأثرياء هذا العام، حيث ارتفعت قيمة الأسهم المشتركة وصناديق الاستثمار التي يمتلكها أعلى 10% من الأمريكيين من 39 تريليون دولار إلى أكثر من 44 تريليون دولار خلال 12 شهرًا فقط.
وتمثل هذه الفئة وحدها أكثر من 87% من إجمالي الأسهم وصناديق الاستثمار في الولايات المتحدة، ما يعكس تركيز الثروة بشكل كبير بين كبار المستثمرين.
وفي نفس الوقت، شهد عدد الأفراد فائقو الثروة في أمريكا، أي من يملكون صافي أصول يصل إلى 30 مليون دولار أو أكثر، نموًا بنسبة 6.5% في النصف الأول من عام 2025، بعد أن سجل ارتفاعًا قدره 21% خلال العام الماضي.
وبهذا بلغ عدد هؤلاء الأفراد 208,090 شخصًا، أي ما يعادل نحو 41% من مجموع هذه الفئة على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية على الشيخوخة البيولوجية؟ دراسة تكشف التفاصيل
وتظهر البيانات أن الاقتصاد الأمريكي أصبح يعتمد بشكل متزايد على إنفاق كبار الأثرياء، إذ شكلت إنفاقات أعلى 10% نحو 49.2% من إجمالي استهلاك الأسر في الربع الثاني، وهي أعلى نسبة مسجلة منذ بدء تجميع البيانات عام 1989.
وحذر خبراء الاقتصاد من أن أي تراجع حاد في سوق الأسهم، الذي يدعم معظم مكاسب ثروة الأثرياء، قد يترك أثرًا واسعًا على الاقتصاد الوطني.
وأكد مارك زاندي من Moody’s Analytics أن الاقتصاد يتم تحريكه إلى حد كبير بواسطة إنفاق الأثرياء، الذين تتأثر سلوكياتهم الاستهلاكية مباشرة بقيمة محافظهم الاستثمارية، مشيرًا إلى أن أي انخفاض كبير في سوق الأسهم قد يؤدي إلى تباطؤ الاستهلاك لهذه الفئة، ما يشكل خطرًا على الاقتصاد الأمريكي الهش بالفعل.
