كوكب شارد ينمو بأسرع معدل في الكون… اكتشاف يدهش العلماء (فيديو)
اكتشف العلماء ظاهرة غير مسبوقة في الفضاء الخارجي، حيث سجل كوكب شارد يقع على بعد 620 سنة ضوئية عن الأرض أسرع معدل نمو على الإطلاق.
الكوكب، الذي يُعرف باسم Cha 1107-7626، أثاردهشة العلماء بعد أن حقق نمواً بمعدل ستة مليارات طن من الغاز والغبار في الثانية الواحدة، خلال فترة تراكم قصيرة، وهو كوكب حر يسبح في الفضاء دون أن يدور حول نجم، ما يجعله فريدًا بين الأجرام السماوية.
هذا النمو السريع يعد مثالًا نادرًا على ظاهرة تعرف بالتراكم أو الاستحواذ، وهي عملية تجميع الكوكب للغاز والغبار الموجود في البيئة المحيطة به لتغذية نموه.
ولكن وفقًا للعلماء، فإن هذا التراكم السريع يُعتبر من المراحل الأخيرة في نمو الكوكب، حيث كان الكوكب قد بدأ في التكوين عندما كان محاطًا بغلاف كثيف من الغبار والغاز لم تتمكن التلسكوبات من رؤيته.
تفاصيل الكوكب الشارد
وفي تصريحات صحفية، أكد الدكتور ألكسندر شولتز، عالم الفلك في جامعة سانت أندروز، أن هذا الكوكب الشارد قد وصل إلى مرحلة متقدمة من نموه، وأشار إلى أن الانفجارات التراكمية العنيفة كانت تحدث في مراحل مبكرة من تكوّنه، عندما كان لا يزال محاطًا بسحب كثيفة غير مرئية.
وقال: "عندما نتمكن من ملاحظة هذه الكواكب، فإنها تكون قد اقتربت بالفعل من مراحل نموها النهائية، والمراحل المثيرة تحدث عندما تكون الكواكب محاطة بغلاف سميك من الغبار".
\
وباستخدام تلسكوب المرصد الجنوبي الأوروبي العملاق، تمكن العلماء من ملاحظة كوكب Cha 1107-7626 أثناء حدوث انفجار تراكم غير مسبوق، ففي فترة تمتد لعدة أسابيع، سجل الكوكب زيادة في معدلات التراكم بنحو ثمانية أضعاف، ووصل إلى ذروته في أغسطس الماضي، واستمر على هذا المعدل لشهور عدة.
ويُعد هذا الحدث هو أكبر انفجار تراكم تم رصده في كوكب بهذا الحجم، مما يعزز الفهم العلمي حول كيفية نمو الكواكب الشاردة في الفضاء.
وفي تعليق له، قال الدكتور فيكتور ألمندروس-آباد، الباحث الرئيسي في المعهد الوطني للفلك في إيطاليا: "هذا هو أقوى انفجار تراكم تم تسجيله على الإطلاق في كائن كوكبي بحجم هذا الكوكب. ما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا هو أننا نرى أن الكواكب الشاردة التي لا تدور حول نجم يمكن أن تكون أماكن مثيرة جدًا للحياة".
ورغم أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى سبب محدد لهذا التراكم المفاجئ، إلا أن بعض النظريات تشير إلى أن الأجسام المجاورة قد تثير انهيارً في السحابة التي تحتوي على الغاز والغبار المحيط بالكوكب، كما يعتقد البعض أن هذه الانفجارات قد تكون نتيجة لاضطرابات في السديم المحيط بالكوكب.
ومن خلال استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، اكتشف الباحثون وجود بخار ماء في القرص المحيط بالكوكب، مما لم يكن موجودًا سابقًا، وهو ما يعطي إشارات إضافية حول المراحل المبكرة من تكوّن الكوكب.
كما أثبتوا أن المجال المغناطيسي للكوكب يلعب دورًا حاسمًا في توجيه المادة من حافة القرص الداخلي إلى الكوكب، وهو ما يشبه تمامًا كيفية تغذي النجوم على الغازات في مراحلها المبكرة.
