دراسة: الحياة العائلية السليمة طريق مباشر إلى الإبداع في العمل
كشفت دراسة حديثة أن الحياة العائلية الجيدة يمكن أن تكون السبب المباشر وراء ارتفاع مستويات الإبداع والنجاح في العمل، حيث أوصى الباحثون باعتماد روتين منظم داخل المنزل من أجل تعزيز الإنجاز المهني.
وأوضحت نتائج الدراسة، التي نقلها موقع علم النفس المتخصص "بي سايكولوجي توداي"، أن المنزل ليس مجرد مصدر لاستنزاف الطاقة كما يُعتقد عادة، بل يمكن أن يكون رافدًا أساسيًا للإبداع في مكان العمل وتحقيق مستويات أعلى من الإنجاز.
تبادل الأدوار يعزز الثقة والتكيف
الدراسة التي أجراها الدكتور ياسين روفكانين، أستاذ علم النفس التنظيمي وإدارة الموارد البشرية في جامعة باث البريطانية، تابعت 147 زوجًا من ذوي الدخل المزدوج على مدى ستة أسابيع.
وخلصت النتائج إلى أن الأزواج الذين قاموا بتعديل روتينهم الأسري، مثل تدوير مسؤوليات رعاية الأطفال أو إعادة تصميم أنظمة الأسرة، أظهروا مستويات أعلى من الثقة والقدرة على التكيف، وهي قدرات انتقلت بدورها إلى بيئة العمل.
وأطلق علماء النفس على هذا النموذج اسم "نموذج موارد العمل والمنزل"، والذي يقوم على فكرة أن الاستثمار في تحسين أحد جوانب الحياة يعزز الموارد الشخصية التي تنعكس إيجابًا على الجانب الآخر.
اقرأ أيضًا: ما "العمر السحري" لمنع إدمان السوشيال ميديا؟ دراسة تكشف
نجاحات صغيرة تولّد زخمًا كبيرًا
بيّنت الدراسة أن الأشخاص الذين أجروا تغييرات صغيرة ولكن مدروسة في منازلهم شعروا بانسيابية أكبر في الحياة اليومية، وبفعالية ذاتية أقوى، مما انعكس على المزيد من الابتكار في العمل.
والانسيابية هي حالة شعورية تجعل الوقت يمر بسرعة عند الانغماس في نشاط معين، بينما تشير الفعالية الذاتية إلى الثقة بقدرتك على التعامل مع الطوارئ.
كما شددت النتائج على مفهوم "التجديد الاستراتيجي"، أي إعادة التفكير المستمر في كيفية إدارة الحياة للتكيف مع المتغيرات، بدلاً من انتظار حدوث أزمة لفرض التغيير.
توصيات عملية لتحسين الروتين الأسري
أوصى الباحثون بمجموعة من الخطوات العملية لتعزيز الحياة العائلية، ومنها: تبادل أدوار اصطحاب الأطفال من المدرسة بين الزوجين، تحديد ساعات خالية من استخدام التكنولوجيا لزيادة التواصل الأسري، إعادة تصميم أحد أركان المنزل ليصبح مساحة هادئة، واستخدام تقويم مشترك بين أفراد الأسرة لتجنب الازدحام الصباحي.
وخلصوا إلى أن كل تعديل صغير يفتح الباب أمام نجاح جديد، وأن النجاحات الصغيرة تخلق زخمًا، والزخم يمنح شعورًا بالسيطرة، وهذه السيطرة تعزز بدورها القدرة على المخاطرة والاستكشاف في العمل.
