من فيسبوك إلى تيك توك... قصة صعود رجل جمع بين المال والرؤية
وصلت ثروة شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لتطبيق تيك توك إلى نحو 200 مليون دولار أمريكي عام 2025، ليصبح واحدًا من أبرز قادة التقنية عالميًا.
هذه الثروة لم تأتِ مصادفة، بل نتاج مسيرة مهنية بدأت من متدرب في فيسبوك، وانتهت بقيادة تطبيق يتجاوز عدد مستخدميه المليار شخص حول العالم.
مسيرة شو زي تشيو
وُلد شو زي تشيو في سنغافورة عام 1983، وبعد إنهاء خدمته العسكرية الإلزامية، واصل دراسته العليا قبل أن يبدأ مساره المهني في مجال التمويل.
التحق أولًا بمؤسسة "غولدمان ساكس"، حيث كوّن قاعدة صلبة من الخبرة المالية والاستثمارية، لكن محطته الأهم جاءت في عام 2015 عندما أصبح المدير المالي لشركة "شاومي"، وكان له دور كبير في دعم توسعها العالمي، وهو ما رسّخ مكانته كقائد قادر على الدمج بين المال والتقنية.
هذا المزيج الاستثنائي فتح أمامه أبوابًا جديدة، إذ انضم عام 2021 إلى "بايت دانس" كمدير مالي، وسُرعان ما تولى منصب الرئيس التنفيذي لتيك توك في ظل قيادته، شهد التطبيق طفرة لافتة، إذ نما ليصل إلى أكثر من مليار مستخدم نشط، بينهم نحو 150 مليون مستخدم في الولايات المتحدة وحدها، متجاوزًا تحديات تنظيمية وتشريعية كبرى.
اقرأ أيضًا: وريثة ديزني تنتقد المليارديرات وتصف تكديس الثروة بالعبثي
أثبت شو زي تشيو قدرته على الحفاظ على استقلالية تيك نوك في مواجهة هيمنة "ميتا"، التي تسيطر على تطبيقات مثل فيسبوك وإنستغرام، فقد عمل على رسم استراتيجية توسّع متوازنة، شملت آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، مع التركيز على الامتثال للقوانين الصارمة دون التفريط في النمو، وهذه القدرة على التكيّف عززت صورته كقائد عالمي، وجعلت ثروته مرآة لمسيرة شخصية استثنائية تجمع بين الذكاء المالي والجرأة التقنية.
وعلى الرغم من مكانته العالمية، يُعرف شو زي تشيو بشخصيته المتحفظة وحياته العائلية المستقرة، فهو متزوج من فيفيان كاو، وهي سيدة أعمال وخبيرة مالية من أصول تايوانية، ويعيشان مع أطفالهما الثلاثة في سنغافورة، ويصفه المقربون بأنه ملتزم بعائلته بقدر التزامه بعمله، حيث يوازن بين جدول مزدحم بالاجتماعات والسفر وبين أوقات نوعية مع أسرته.
كما يشارك مع زوجته في دعم مبادرات تعليمية وتقنية في آسيا، تأكيدًا على رغبتهما في المساهمة بتنشئة جيل جديد من المبتكرين ورواد الأعمال.
وتكشف هذه الجوانب الإنسانية عن أن رحلة صعوده لم تكن مجرد سباق للثروة أو النفوذ، بل انعكاس لقيم الانضباط والرؤية والالتزام التي شكّلت شخصيته.
