دراسة: الذكاء الاصطناعي يمهد لعلاج شخصي بالتحفيز المغناطيسي للمدخنين
كشفت دراسة جديدة من الجامعة الطبية لولاية كارولاينا الجنوبية عن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص علاج التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة (rTMS) لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين
. ونُشرت نتائج البحث في مجلة Brain Connectivity العلمية، بقيادة الدكتور زينغباو لي (Xingbao Li) أستاذ الطب النفسي وعلوم السلوك.
ما هو التحفيز المغناطيسي المتكرر؟
التحفيز المغناطيسي (TMS) يعتمد على نبضات كهرومغناطيسية تؤثر في نشاط الدماغ، ويُعرف بدوره الفعّال في علاج الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري.
وفي السنوات الأخيرة، حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج التدخين، بعدما أثبتت جلساته المتكررة القدرة على تقليل الرغبة في التدخين وعدد السجائر المستهلكة.
ركزت الدراسة الجديدة على استخدام التعلم الآلي (Machine Learning)، وهو فرع من الذكاء الاصطناعي، لتحليل صور الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI). الهدف كان تحديد الشبكات العصبية الأكثر ارتباطًا بسلوك التدخين، وبالتالي توقع أي المرضى سيستفيدون أكثر من جلسات rTMS.
وأظهرت النتائج أن شبكة (Salience Network)، المسؤولة عن تصفية المعلومات وتحديد الأولويات في الدماغ، كانت المؤشر الأقوى على نجاح العلاج.
هذه النتيجة شكلت مفاجأة للباحثين الذين اعتادوا التركيز على شبكة المكافأة المرتبطة بالمتعة والتحفيز عند المدخنين.
اعتمدت الدراسة الحالية على بيانات دراسة سابقة شارك فيها 42 مدخنًا.
قُسم المشاركون إلى مجموعتين: الأولى تلقت جلسات TMS حقيقية، والثانية خضعت لجلسات وهمية.
وخلال عشر جلسات موزعة على أسبوعين، تفاعل المشاركون قبل الجلسة مع محفزات مثل السجائر والطفايات، ثم شاهدوا مقاطع فيديو لأشخاص يدخنون أثناء الجلسة.
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تكشف مخاطر صادمة للتدخين الإلكتروني
أظهرت النتائج أن من تلقوا العلاج الحقيقي دخنوا سجائر أقل يوميًا، وكانوا أكثر قدرة على الإقلاع في الموعد المستهدف، مع انخفاض ملحوظ في الرغبة بالتدخين.
أوضح الدكتور لي أن الجمع بين الرنين المغناطيسي الوظيفي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي يفتح الطريق أمام إنشاء خريطة دقيقة لكل مدخن، بحيث يمكن تحديد الشبكة الدماغية المسؤولة عن سلوكه الإدماني واستهدافها مباشرة بالتحفيز المغناطيسي.
وأضاف: “يمكننا بفضل هذه التقنية اختيار من يفضل استخدام rTMS، ومن قد يحتاج إلى العلاج الدوائي كخيار أفضل”.
