هل يُمثل هرمون الكورتيزول تهديدًا لصحتك؟
أثار هرمون الكورتيزول، المعروف إعلاميًا بهرمون التوتر، نقاشًا واسعًا مؤخرًا حول تأثيره على الصحة. وأوضح خبراء أن هذا الهرمون أساسي لعمل الجسم، إذ يساهم في ضبط ضغط الدم وتنظيم الطاقة ودعم الجهاز المناعي.
أفاد موقع Men's Health UK أن الأطباء يرون في هرمون الكورتيزول جزءًا أساسيًا من منظومة الدفاع الطبيعية في الجسم، إذ يساعد على مواجهة المواقف الضاغطة من خلال استجابة "القتال أو الهروب".
كما يسهم في ضبط إيقاع النوم واليقظة، ويحد من حدة الالتهابات للحفاظ على التوازن الداخلي. لكن عند استمرار ارتفاع مستوياته لفترات طويلة، قد يتحول إلى عامل خطر يسبب زيادة في الشهية، وتراكمًا للدهون، وظهور التهابات مزمنة في عدة أنسجة بالجسم.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر القلق على قرارات المستقبل؟ دراسة تكشف
متى يصبح القلق مبررًا؟
أشارت دراسات علمية أُجريت في the National Institute of Health بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الارتفاع المزمن في مستويات الكورتيزول يرتبط بزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، الأمر الذي يرفع احتمالية السمنة.
كما يوضح الخبراء أن هذه الحالة تخلق بيئة التهابية داخل الجسم قد تؤثر في مظهر الوجه والبطن، ما يعطي انطباعًا بزيادة الوزن حتى من دون تغيّر فعلي في الكتلة العضلية أو الدهنية. إضافة إلى ذلك، فإن استمرار التوتر المزمن قد يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية على المدى البعيد.
ويُجمع الأطباء على أن ارتفاع الكورتيزول لفترات قصيرة أمر طبيعي يحدث أثناء التمارين الرياضية أو في لحظات الضغط النفسي، ولا يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة. لكن استمرار هذا الارتفاع لفترات طويلة قد يشير إلى اضطرابات طبية نادرة مثل متلازمة كوشينغ أو مرض أديسون، وهما حالتان تستدعيان تدخلاً وعلاجًا متخصصًا.
وللوقاية من تأثيرات الكورتيزول السلبية، ينصح الخبراء باعتماد نمط حياة صحي يقوم على النوم المنتظم، وتناول وجبات متوازنة في أوقات محددة، والتقليل من الكافيين والمنبهات، إضافة إلى ممارسة أنشطة بدنية معتدلة مثل المشي أو اليوغا.
كما يُعد الحفاظ على استراتيجيات لتخفيف التوتر النفسي، مثل التأمل أو قضاء وقت بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية، خطوة مهمة للحفاظ على التوازن الهرموني.
