دراسة تؤكد أن المصابين بفرط الحركة أكثر عرضة للملل
أكدت دراسة جديدة أن الشباب الذين تظهر لديهم سمات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) يميلون إلى الشعور بالملل بدرجات أعلى بكثير من أقرانهم، ويرتبط هذا الميل بشكل مباشر بمشكلات التحكم بالانتباه والذاكرة العاملة.
وأوضح الباحثون في دراسة منشورة بمجلة اضطرابات الانتباه Journal of Attention Disorders أن الشعور بالملل لا يُعد مجرد حالة مؤقتة، بل قد يرتبط بتبعات سلبية خطيرة، من بينها القلق والاكتئاب وتراجع التحصيل الدراسي، إضافة إلى ارتفاع مخاطر الحوادث في بيئات العمل.
ورغم أن الملل تجربة شائعة بين الجميع، إلا أن بعض الأشخاص أكثر عرضة له بشكل مزمن، ويبدو أن هذه الفئة تضم بدرجة كبيرة من يعانون سمات فرط الحركة.
وأشارت الباحثة "سارة أوربان" Sarah Orban من جامعة تامبا الأمريكية إلى أن الفكرة جاءت من تجربة سابقة قارنت فيها بين تفاعل الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة مع مقطع أكاديمي لمعلم يشرح الرياضيات، وآخر ترفيهي من فيلم "حرب النجوم".
اقرأ أيضًا: لماذا نحتاج إلى النوم؟.. «غسل المخ أحد الأسباب»
وأظهرت النتائج حينها أن الأطفال فقدوا تركيزهم أكثر خلال الفيديو التعليمي، وهو ما أثار تساؤلات الباحثة حول علاقة الملل بالصعوبات المعرفية لدى المصابين بالاضطراب.
اختبارات الانتباه والذاكرة
شملت العينة 88 طالبًا جامعيًا، منهم 31 استوفوا معايير سمات فرط الحركة و57 من غير المصابين. خضع المشاركون لاختبارات قياسية لرصد أعراض الاضطراب الحالية والسابقة، كما أكملوا مقاييس لقياس الميل للملل. وأجريت لهم أيضًا ستة اختبارات محوسبة لتقييم التحكم بالانتباه والذاكرة العاملة.
أظهرت النتائج أن مجموعة فرط الحركة سجلت مستويات أعلى بكثير من "قابلية الشعور بالملل"، كما كان أداؤهم أضعف في مهام تتطلب تركيزًا طويل المدى أو مقاومة المشتتات، إضافة إلى صعوبات في الذاكرة العاملة عند الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها في آن واحد.
اقرأ أيضًا: سيقتلك بسهولة..هذا ما يحدث للمخ عند الإفراط في تناول الملح
أسباب الملل وضعف التركيز
تشير التحليلات إلى أن جزءًا من ميل المصابين بفرط الحركة إلى الملل يعود إلى تحديات في تنظيم الانتباه وتحديث المعلومات ذهنيًا. على سبيل المثال، قد يصف الطالب مادة ما بأنها "مملة" رغم اهتمامه بها، لمجرد أنه يواجه صعوبة في التركيز أو التعامل مع تعقيدها.
ورغم محدودية العينة وصغرها، تفتح النتائج المجال أمام تطوير استراتيجيات عملية لمساعدة المصابين، مثل تقسيم المهام إلى أجزاء أقصر، استخدام المكافآت المرحلية، أو تقنيات تعزيز التفاعل. الباحثون يرون أن تعزيز قدرات الانتباه والذاكرة قد يقلل من الملل ويحسن الأداء في التعليم والعمل.
وتؤكد أوربان أن فريقها يواصل أبحاثًا أوسع على طلاب جامعات تم تشخيصهم رسميًا بالاضطراب، بهدف فهم أعمق للعلاقة بين الملل والأداء الأكاديمي، وصولًا إلى تصميم تدخلات عملية تدعم بقاءهم أكثر اندماجًا في حياتهم اليومية.
